مستويات قياسية للذهب.. خبراء يحذرون من أنها قد تكون إشارة لكارثة اقتصادية قادمة

ارتفعت أسعار الذهب لتسجل أرقاما قياسية جديدة اليوم الخميس، وتتجه لتسجيل صعودها اليومي السابع على التوالي، وسط بيانات اقتصادية أميركية ضعيفة ومؤشرات من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول بشأن تخفيضات محتملة لأسعار الفائدة في الأشهر المقبلة إذا انحسر التضخم.

وعادة ما تعتبر ارتفاعات الذهب هذ بمثابة إشارة “سيئة” للعالم، إذ إن المعدن الأصفر يرتفع عندما تكون الأصول الأخرى – والعالم – في ورطة.

ونتيجة لذلك، يجب على المشترين المحتملين توخي الحذر، كما يقول الخبراء.

ارتفعت الأصول التي تعتبر ملاذا آمن في الأشهر الأخيرة وسط استمرار الحروب في أوكرانيا وغزة، وترقب الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، وعدم اليقين بشأن أسعار الفائدة والتضخم.

ومؤخراً، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من نشوب صراع نووي و”تدمير الحضارة” إذا أرسلت دول أخرى قوات جماعية إلى أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، يشعر الخبراء بالقلق من أن دونالد ترامب سيحاول سحب الولايات المتحدة من الناتو إذا أعيد انتخابه، الأمر الذي قد يزيد من المخاطر الأمنية في جميع أنحاء العالم.

تاريخيا، شهد سوق الذهب أداء جيدا خلال فترة الركود الكبير وبداية تفشي فيروس كورونا – مما يزيد من مخاوف الأسواق حاليا.

وبحسب تقرير لـ”CNBC” الأميركية اطلعت عليه “العربية Business”، يتوقع بعض خبراء وول ستريت استمرار الارتفاع الحالي، وسط تقديرات بأن ترتفع قيمة المعدن إلى 2300 دولار أو أعلى خلال الـ 12 إلى 16 شهرًا القادمة.

ويقول الخبراء إن عوائد الذهب مع مرور الوقت تكون هزيلة. وعلى الرغم من الارتفاعات القصيرة، فإن متوسط العائدات السنوية للذهب تتخلف كثيرا مقارنة بالأسهم والسندات، وفقا للخبراء.

وقال دوج بونيبارث، وهو مخطط مالي ومؤسس ورئيس شركة “Bone Fide Wealth”: “عندما تتقلب الأمور، يعتقد [المستثمرون] أن أموالهم ستكون في وضع أفضل هناك”. لكنه أيضا قال: “لم يكن الذهب دائمًا مخزن القيمة الذي كان الناس يأملون أن يكون عليه” حيث ارتفع الذهب خلال القرن الماضي بنحو 1% فقط سنوياً في المتوسط.

وللمقارنة، فإن استثمار قدره 10 آلاف دولار في مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” في 5 مارس 2014 – أي قبل عقد من الزمن – قد أصبح قيمته عند حوالي 32 ألف و700 دولار اليوم. خلال نفس الفترة الزمنيية، كان من الممكن أن ينمو الاستثمار المعادل في الذهب إلى ما يقرب من 14 ألف و700 دولار، وفقًا للبيانات المقدمة من “Morningstar Direct”.

يقول أنتوني سكاراموتشي إن عملة بيتكوين يمكنها بالتأكيد أن تحل محل الذهب أو تكون بجانبه كمخزن للقيمة.

وفي الوقت نفسه، أنتجت صناديق الذهب المتداولة في البورصة SPDR Gold Shares وiShares Gold Trust متوسط عائد سنوي يقارب 4% منذ عام 2014، مقارنة بحوالي 13% لمؤشر S&P 500، حسبما وجدت “Morningstar Direct”.

التفكير بالذهب كبوليصة تأمين

وقال بيرنشتاين إنه في بعض النواحي، يجب على المستثمرين أن يفكروا في شراء الذهب بنفس الطريقة التي قد يقومون بها بالتأمين على منازلهم.

عادة ما يكون أداء المعدن الأصفر جيدًا عندما تكون الأصول المالية الأخرى في المنطقة الحمراء، وخاصة عندما يفقد الناس الثقة في البنوك والأموال.

وقال: “عندما يتدهور كل شيء آخر، فإن الذهب هو الشيء الوحيد الذي من المرجح أن يحقق نتائج جيدة”. “التأمين على المنزل له أيضًا عائد مرتفع عندما تتعرض لحريق”.

وأضاف، كما تدفع مقابل حماية التأمين على المنزل، فإنك تدفع تكلفة امتلاك الذهب، تلك العوائد الزهيدة في الأوقات العادية.

ومع ذلك، قد يقرر بعض المستثمرين تخصيص جزء صغير من محفظتهم الاستثمارية للذهب – يوصي الخبراء بإبقائه أقل من 5% – كتأمين ضد الكوارث الاقتصادية، كما قال بيرنشتاين.

زر الذهاب إلى الأعلى