الحزب و”ديموقراطية السحسوح”

في خريف العام 2017 ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بفيديو لأحد المواطنين في الضاحية الجنوبية، وتحديدًا في حي السلم، يشتم الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، كرد فعل على إزالة مخالفة بناء تعود إليه، وقامت بإزالتها الأجهزة المختصة.

في اليوم التالي، ظهر المواطن الذي شتم السيد، وهو “يدلي بتصريح”، تبثه قناة المنار الناطقة باسم الحزب، يعتذر فيه من “السيد”، ويقول: “كلنا فدا صباط (حذاء) السيد نصرالله”.

الصورة التي ظهر فيها المواطن معتذرًا، بدا فيها “متورِّمًا” بعض الشيء، كأنه تعرَّض للضرب واللكم، وهذا ما اصطُلِح على تسميته “قبل السحسوح وبعده”.

“ديموقراطية السحسوح” هذه، تتكرر بعد خمسة أعوام. المرشَّح رامز أمهز الذي كان على لائحة القوات اللبنانية المسمَّاة “لائحة بناء الدولة”، انسحب من اللائحة بعدما

” تبيَّن” له (والكلام له)، أن القوات ضد الحزب! وكأن أمهز لم يكن يعرف حين دخل في اللائحة أن القوات ضد سلاح الحزب.

ما تؤكده كل المعلومات أن أمهز تعرض لضغوط من الحزب، كما أن عائلته تعرضت للضغوط ذاتها، والمفارقة أن انسحابه من كتلة القوات حظي بتغطية إعلامية لافتة من قناة المنار الناطقة باسم الحزب، وهي التي كانت تمارس تعتيمًا إعلاميًا عليه!

لم يكتفِ أمهز بالانسحاب من لائحة القوات بل أعلن دعمه للائحة الحزب – أمل.

لا يتوانى الحزب عن القيام بهذه الممارسات، عملًا بقاعدة “ميكيافللي” القائلة: “الغاية تبرر الوسيلة”، فإذا كانت غاية الحزب حصد كل المقاعد الشيعية، مع حليفته حركة أمل، والبالغة 27 مقعدًا، فإنه لن يتوانى عن استخدام “السحسوح” لسحب قدر ما يستطيع من مرشحين شيعة، بإمكانهم تأمين الحاصل للوائحهم، هكذا يصل إلى 15 أيار المقبل، موعد الاستحقاق الانتخابي، مرتاحًا من أي منافسة شيعية، أما أن “يُتَّهَم” بأنه مارس ضغوطًا على خصومه من الشيعة، فمتى تلفَّت إلى مثل هذه الاتهامات وأعارها أهمية؟

زر الذهاب إلى الأعلى