بطريرك الموارنة رأس حربة الدفاع عن لبنان والمسيحيين

عندما تستعر الهجمات ضد البطريرك الماروني، ذلك يعني أن البطريرك على صواب وأن ما قاله ويقوله قد أصاب بالصميم من لا يريد خيراً للبنان وبالتحديد من لا يريد خيراً للمسيحيين فيه.

يطالب البطريرك بدولة قوية وحدها تحمل السلاح فيتعرض لهجوم مباشر ممن لا يريدون دولة قوية يتمسكون باستباحة السلاح لكل شيء، ويتعرض البطريرك أيضاً لهجوم غير مباشر من قوى من ضمنها بعض المسيحيين وتشكل الصدى للمهاجمين المباشرين.

يتكرر هذا السيناريو عندما يطالب البطريرك الماروني بالحياد، فالقوى التي لا تعيش سوى على الحروب والدماء والجثث وعلى جعل لبنان ساحة لمشروع غريب عن هويته، تطلق العنان لهجومها على البطريرك ويلاقيها مواربة قوى الصدى.

يطالب البطريرك الماروني باقتصاد حر، وبانفتاح على دول العالم الغربي والعربي، وعلاقات متينة مع دول خليجية، وبضبط الحدود وجيش يحميها ومنع التهريب، وكل ذلك يشكل مادة دسمة للذين يهاجمون البطريرك فهؤلاء وقوى الصدى التابعة لهم لا يريدون بأي شكل من الأشكال أي خطوة أو تدبير أو قرار يؤسس لإمكانية قيام دولة، فهم يريدون إبقاء سيطرتهم على البلد ونسف هويته وتحويلها إلى هوية تتناسب مع مشروع ديني لا يمكن أن يعيش في ظله اللبنانيون لما يسوده من مصادرة لكل الحريات والقرارات، وتستفيد قوى الصدى من هذا التشدد من أجل أن تعرب عن ولائها لذاك المشروع وأن تضع نفسها بتصرفه بثلاثين من الفضة طمعاً بجائزة ترضية.

البطريرك الماروني يعرف جيداً بوصلة الدفاع عن لبنان ووجود المسيحيين، وهو يعرف أن لا خلاص سوى بدولة قوية صاحبة القرار والسلاح، ولا البطريرك ولا أي لبناني يمكن أن يفهم كيف يمكن الحفاظ على الوجود المسيحي في دولة مفككة منزوعة السيادة والسلاح لا قرار ولا كلمة لها، ولا البطريرك ولا أي لبناني يمكن أن يفهم كيف لسلاح خارج الشرعية أن يمنع التوطين للفلسطينيين والسوريين، فهل أعاد هذا السلاح هؤلاء إلى أرضهم، وإن كان باستطاعته أن ينجز ذلك ولم يفعل ألا يعني ذلك مؤامرة ضد لبنان؟ ألا يتمتع ذاك الفريق وقوى الصدى التابعة له بعلاقات ممتازة مع النظام السوري فلماذا لا يقنعونه بضرورة عودة النازحين السوريين؟ ألا يملك هذا الفريق وقوى الصدى التابعة له سلطة القرار في لبنان كي يجبروا هؤلاء على العودة؟

البطريرك الماروني في كل الأزمنة من تاريخ لبنان وحده يدرك أسس حقيقة لبنان كاملة ولذلك كانت البطريركية المارونية وتبقى رأس الحربة في الدفاع عن لبنان والمسيحيين فيه.

زر الذهاب إلى الأعلى