في البقاع الغربيّ: الفرزلي vs التيّار!

تخوض القوّات وحيدة معركة مرشّحها الماروني داني خاطر في البقاع الغربي-راشيا بعدما سقط تحالفها مع الحزب التقدمي الإشتراكي في دائرة البقاع الثانية بـ”ضربة” سنّيّة بفعل “فيتو محمد القرعاوي”. لكنّ التقديرات الانتخابية تسلِّم بصعوبة وصول “القوات” إلى الحاصل الذي بَلَغ في الانتخابات الماضية 11,080 صوتاً.

هي معركة صغيرة خاسِرة سلفاً في البقاع الغربي متفرّعة عن “حرب الحواصل” على ستّة مقاعد بين لائحة قوى 8 آذار والتيار الوطني الحرّ ولائحة الإشتراكي-محمد القرعاوي.

الصوت السنّيّ هو الحاسم في هذه الدائرة، يليه الصوت الشيعي ثاني أكبر قوة انتخابية في الدائرة، في ظلّ توقّعات بانخفاض نسبة الاقتراع مقارنة بالانتخابات الماضية.

يتركّز همّ لائحة “التيّار – الثنائي الشيعي – حسن مراد” بشكل أساس على رفع نسبة الاقتراع وحسن توزيع الصوت التفضيلي داخل اللائحة الواحدة بهدف “قشّ” ثلاثة حواصل مع كسر أعلى يتيح الفوز بأربعة مقاعد. الأمر الذي يتطلّب استنفار الناخبين السُنّة والشيعة. بينما يجزم مراقبون أنّ قرار الرئيس سعد الحريري بعدم خوض الانتخابات لم تكن له تأثيرات جوهرية في هذه الدائرة، كما في بيروت مثلاً أو الشمال. بدليل عدد الترشيحات واللوائح وانغماس قوى سنّيّة في الانتخابات، والأهمّ حركة القرعاوي التي توحي بوجود غطاء سنّيّ له بمعزل عن خيار الحريري.

وَضَعَ التيار الوطني الحرّ مُرغماً يَده مجدّداً في يد إيلي الفرزلي الذي غادر مركب العهد منذ سنوات وكذلك حاول الفرزلي الابتعاد عن ماضي تحالفاته، إلاّ أنّ الرئيس برّي ألزمه بالترشح على لائحة من خاصمهم من التيّار بحدّة ومثابرة. لكنّه اشترط بالمقابل تبنّي ترشيح شربل مارون. مع العلم أنّ القدرة التجييرية للتيّار تلامس خمسة آلاف صوت فقط. ومن جهته، يخوض الرئيس نبيه برّي معركة الفرزلي على رأس السطح. وتظهر هذه المعركة وكأنّها بوجه مرشّح التيار الماروني على اللائحة. ويساوي برّي نائب رئيس مجلس النواب بمرشّح الحركة قبلان قبلان، مع “زيح” بالخطّ العريض: ممنوع سقوط إيلي الفرزلي.

يُفترض أن يوزّع فائض الأصوات لدى سُنّة وشيعة اللائحة، إن وُجِد، على المُرشّحَيْن الأرثوذكسي والماروني، إضافة إلى الصوت المسيحي. وهذا ما سيبقيهما حتى اللحظات الأخيرة ما قبل انتهاء العملية الانتخابية في دائرة الخطر.

أصوات الحزب لجبران

يُتوقّع في هذا السياق أن يَرفد الحزب حليفه جبران باسيل ببعض الأصوات لدعم مرشّحه. فيما ستكون أصوات “أمل” للفرزلي. ثمّة مَن يؤكّد أنّ “نجاح الفرزلي مضمون، والمقعد الماروني سيكون هدفاً للتيار والقوات ولائحة الاشتراكي”.

تنحصر عمليّاً المنافسة في الدائرة بين لائحتين أساسيّتين: لائحة “الغد الأفضل” التي تضمّ تحالف الثنائي الشيعي و”التيار الوطني الحر” و”حزب الاتحاد”، وأعضاؤها هم الوزير السابق حسن مراد مع ترك المقعد السنّيّ الثاني شاغراً، وهو ما سيتيح “تنعّم” مراد بالأصوات السنّيّة، إيلي الفرزلي (أرثوذكسي)، شربل مارون (مرشّح التيار عن المقعد الماروني)، قبلان قبلان (مرشّح أمل عن المقعد الشيعي)، وطارق الداوود (درزيّ).

يمكن التسليم أنّ المرشّح مراد، من خلال شبكة خدماته وحيثيّة عبد الرحيم مراد، هو دينامو اللائحة، وينطلق من نحو 12 ألف صوت ستتيح له وضع المقعد النيابي سلفاً في جيبه. تعكس بدقّة “حالة آل مراد” في البقاع الغربي وتمدّدها شعبيّاً أحد أوجه التقصير المستقبليّ في السنوات الماضية الذي تُرجم في انتخابات 2018 بالنكسة الكبرى لتيار المستقبل في أحد أكبر معاقله. نالَ يومئذٍ النائب عبد الرحيم مراد أعلى نسبة من الأصوات التفضيلية (15,111 صوتاً) بعد الإطاحة بمرشّح تيار المستقبل زياد القادري.

في المقابل، تصدّر وائل أبو فاعور (على لائحة تيار المستقبل) أرقام المرشّحين، بنيله 10,677 صوتاً، بينما نال القرعاوي 8,768 صوتاً، والقادري 8,392 صوتاً.

إسقاط أبو فاعور؟

يتوقّع خبراء حَصد لائحة مراد بالحدّ الأدنى ثلاثة مقاعد: مقعد مراد، وقبلان، ومقعد مسيحي قد يكون الأرثوذكسي أو الماروني. أمّا الهدف الأكبر الخفيّ فهو إسقاط وائل أبو فاعور، وهو أمر مستبعد بلغة الأرقام والإحصاءات على الرغم من انكفاء تيار المستقبل عن الساحة الانتخابية.

وهناك لائحة “القرار الوطني المستقلّ”، التي تضمّ “الحزب الاشتراكي” و”الجماعة الإسلامية” والنائب محمد القرعاوي. ما يعني تقاسم الصوت السنّيّ بين المرشّحين.

تجزم أوساط اللائحة أنّ فوز القرعاوي عن المقعد السنّيّ وأبو فاعور عن المقعد الدرزي مضمون، فيما تسعى اللائحة إلى نيل كسر يمكّنها من الفوز بمقعد ثالث (مسيحي). وهي تضمّ عن المقعد الماروني جهاد الزرزور، وغسان سكاف عن المقعد الأرثوذكسي، وعلي أبو ياسين (سنّي)، وعبّاس عيدي (شيعي).

أمّا لائحة “القوات” (بقاعنا أوّلاً) التي يقال أنها مدعومة من بهاء الحريري فتضمّ عن السُنّة خالد العسكر والعميد محمد قدوره، وعن الشيعة غنوة أسعد، وعن الموارنة داني خاطر، وعن الأرثوذكس جورج عبود.

في المقابل، لا يُتوقّع أن تحظى لوائح المجتمع المدني الثلاث (“قادرين”، “سهلنا والجبل”، “نحو التغيير”) بأيّ حاصل.

زر الذهاب إلى الأعلى