ركوب موجة الثورة أنهكها من داخلها

تتحمّل مجموعات الثورة والقوى المسماة تغييرية مسؤولية كبرى إلى جانب السلطة القائمة حول ما آلت إليه الأوضاع سوءاً وتفاقم الأوضاع المعيشية وضياع جنى عمر الشعب اللبناني، وعندما تحدثنا عن انحراف مجموعات الثورة عن أهداف الثوار لم يكن كلامنا تجنّياً ومنافسة انتخابية بل نتيجة واقع واضح دالٍّ على تموضع تلك المجموعات والقوى في مكان آخر عنوانه “قوم تا إقعد محلك” بحثاً عن السلطة لا سعياً لإعادة تكوين السلطة…

بعضنا رأى وحذّر من هذا التحوّل في بداياته فيما البعض انساق خلف شعار “كلن يعني كلن” من دون أي مسوغ واقعي ومنطقي، وتحوّلت الهجمات من كل منظومة حكم ومجموعة ثورة ضد القوات اللبنانية التي شكّلت عصب الثورة وزندها وضميرها الحيّ ونجحت تلك الهجمات في القضاء على الثورة لا على القوات اللبنانية التي تتمركز اليوم على أولى خطوط المواجهة المباشرة ضد المنظومة وفسادها وسلاحها غير الشرعي…

ما لم يشأ البعض تصديقه من تحذيرات أطلقتها القوات ودعوات لإجراء انتخابات نيابية مبكرة قبل أن تخمد الثورة والتي كان من شأنها الإطاحة بهذه المنظومة بالزخم الشعبي، بات معظم هذا البعض على قناعة اليوم بأن تلك المجموعات والاحزاب والشخصيات هي التي قضت على الثورة وأراحت المنظومة في استباحة أموال الناس وحياتهم من دون حسيب ورقيب ومساءلة ومحاسبة… وثورة!

القوات اللبنانية، وعلى الرغم من كل ما سبق، تقول لكم بأن الأوان لم يفت وما زال بالإمكان تعويض ما خسرته الثورة، لا تعترفوا بخطئكم علناً، ولا تعتذروا، صحّحوه سراً في صناديق الإقتراع كما في كرسي الإعتراف كي لا يصح إلا الصحيح.

زر الذهاب إلى الأعلى