أسود ينتصر على أبو زيد والتيار بلا مقعد بجزين

فضل ابو زيد عدم إهدار أمواله بالدخول إلى لائحة لن تصل إلى الحاصل الانتخابي

كما كان متوقعاً، في ظل الخلافات الطاحنة بين مرشحي التيارالعوني في جزين، النائب زياد أسود وأمل أبو زيد، انفرط عقد التيار قبل انطلاق المعركة الانتخابية. وانسحب أبو زيد من المعركة، بعدما فرض أسود بأصواته الجزينية نفسه حتى النفس الأخير.
ووفق مصادر “المدن” سيعلن أبو زيد انسحابه في الساعات المقبلة، بعدما فشل في فرض رؤيته بأن يتبنى التيار ترشحه منفرداً عن المقعد الماروني. ولم تفلح تدخلات رئيس الجمهورية بتغيير معادلة جزين التي يمسك بها أسود في المدينة، لصالح تبني ابن بلدة مليخ ليكون المرشح الأوحد للتيار. وقد استعرت الخلافات اليوم وصولاً إلى قرار أبو زيد انسحابه، وسيصدر بياناً رسمياً في الساعات المقبلة بهذا الشأن.

عدم تبذير الأموال

لم يتمكن رئيس التيار جبران باسيل من لي ذراع أسود، كما فعل مع قيادات عونية في مناطق أخرى لصالح رجل الأعمال والأموال والعلاقات الروسية أبو زيد، خصوصاً أن أسود صاحب اليد الطولى في الماكنة الانتخابية الجزينية.

وتضيف المصادر أن أبو زيد كان مقتنعاً منذ البداية بأن باسيل لن يتمكن من الفوز على أسود، لاجباره على الانسحاب. لكنه قبل المضي في التحدي، ظنّ أن الأخير سيتراجع. لذا فضل عدم إهدار أمواله بالدخول إلى لائحة لن تصل إلى الحاصل الانتخابي.

وحاول أبو زيد عقد تحالف مع المرشح يوسف النقيب في صيدا، بما يمكن اللائحة من الفوز بمقعدين، لكن التدخلات التي جرت لدى باسيل لسحب أسود لم تفلح. فقد اشترط النقيب عليه أن يكون المرشح الوحيد للتيار في ظل الرفض الصيداوي العارم لنائب جزين. وبعد اتضاح صورة معركة الدائرة قبل يوم من إقفال باب تسجيل اللوائح، قرر أبو زيد الانسحاب من المعركة، تاركاً أسود وحيداً إلى جانب النائب سليم خوري.

لا حليف في صيدا

وقد حاول التيار العثور على حليف في صيدا لتأمين الحاصل الانتخابي، فلم يفلح بعدما توزعت القوى الأساسية الصيداوية على مختلف اللوائح. وقد تواصل مع الجماعة الإسلامية للتحالف معها، لكنها رفضت هذا الأمر، لعدم إحداث المزيد من الشروخ في صفوفها، بعد تجربة العام 2018، حينما كانت الجماعة مجرد جسر عبور للتيار لوصوله إلى الحاصل الانتخابي. لذا وقع الخيار على مرشح من آل القواص لكن لا حيثية انتخابية له في المدينة.

لن تستمر الجماعة في معركة صيدا بمرشحها بسام حمود. وقررت قيادة الجماعة في الجنوب إعلان سحب مرشحها “لأسباب سيتم شرحها خلال اللقاءات التنظيمية التي ستعقد خلال الأيام المقبلة، على أن تعلن شكل المشاركة في العملية الانتخابية في حينه”، كما جاء في بيان الانسحاب، الذي وزعته الجماعة بعد منتصف الليل. وقد تذهب إلى دعم النقيب في صيدا، تبعاً للأوضاع في الساحة السنّية.

لا قدرة للثنائي الشيعي

كان التيار قبل انسحاب أبو زيد مهدداً بعدم الوصول إلى الحاصل إلا في حال تراجع التصويت السني ونسبة المشاركة، التي تنعكس بانخفاض الحاصل الانتخابي. لكن بعد الانسحاب بات التيار بعيداً جداً عن نيل الحاصل. ولن تسعفه أصوات الحزب التي سيجيرها له في جبل الريحان. لا بل إن الحزب وحركة أمل يحرجهما الطلب من الشيعة التصويت لأسود، الأمر الذي كان يمكن تحقيقه مع أبو زيد. علماً أن لا قدرة كبيرة للثنائي الشيعي في تجيير أصواته في الانتخابات المقبلة، بسبب تراجع شعبية حليفه النائب إبراهيم عازار بين المسيحيين، وفي ظل عدم وجود حليف في صيدا يملك قدرة في تجيير الأصوات. ليس هذا فحسب، بل في حال ارتفعت نسبة مشاركة السنّة في صيدا، قد لا تتمكن لائحة الثنائي من نيل الحاصل الانتخابي.

زر الذهاب إلى الأعلى