تكثيف للقصف والتحذيرات.. تصاعد الاشتباكات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية

تصاعدت الاشتباكات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بين الحزب والجيش الإسرائيلي، الخميس، الذي شهد تصعيدا ملحوظا للقصف المتبادل بين الطرفين، واتساعا في رقعته.

وتعرضت بلدات في الجنوب اللبناني لغارات جوية عنيفة ليل الخميس الجمعة، شنتها طائرات حربية إسرائيلية وسمعت أصواتها في معظم أنحاء المحافظة اللبنانية، طالت بحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أطراف بلدات ياطر – كفرا، رامية، الجبين، راس الناقورة ومنطقة اللبونة.

وأضافت وكالة الأنباء الرسمية في لبنان أن غارة جوية على أطراف بلدة بليدا أدت إلى اشتعال النار في أحد المنازل، فيما استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية أحد منازل بلدة البياضة، بصاروخ موجه، دون تسجيل إصابات.

من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، الخميس، إن طائرات مقاتلة إسرائيلية قصفت البنى التحتية للحزب في لبنان.

وأضاف عبر منشور على منصة “إكس” أن هذا القصف جاء ردا على إطلاق النار باتجاه الأراضي الإسرائيلية، كاشفا أن من بين الأهداف التي تمت مهاجمتها مبان ومواقع عسكرية كان يعمل فيها الحزب، “وعدد من الوسائل التكنولوجية التي استخدمت لتوجيه الإرهاب ضد دولة إسرائيل”.

وفي تغريدة أخرى، قال هاغاري إن صاروخا مضادا للدبابات استهدف منطقة ميرهاف أدميت، دون وقوع إصابات، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي هاجم مصدر النيران بالقذائف المدفعية.

ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فيديو أظهر استهداف منصة لإطلاق قذائف الهاون من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل، مشيرا إلى أن عددا من الصواريخ المضادة للدبابات استهدفت موقعاً للجيش الإسرائيلي في منطقة المطلة، حيث رد بالدبابات والمدفعية.

وذكرت مراسلة قناة “الحرة” في لبنان، سقوط قذائف مدفعية في غارة على أطراف بلدات يارين والبساتين والأحمدية ووادي هونين، بيت ليف وراميا، لافتةً إلى أن وتيرة القصف الإسرائيلي تصاعدت على محيط بلدة الخيام وسهل الخيام وبرج الملوك والحمامص، ردا على استهداف الحزب للمطلة.

كذلك شنت طائرات حربية إسرائيلية غارات جوية على أطراف بلدة مارون الراس وعيترون واللبونة والناقورة، بحسب مراسلة “الحرة”.

بدورها أكدت الوكالة الرسمية اللبنانية للإعلام استهداف خراج البويضة قضاء مرجعيون بقصف عنيف بقذائف من عيار 155 ملم سقطت في محيط “مشروع 800” دون وقوع إصابات، كما استخدمت المدفعية الإسرائيلية قذائف من عيار 175 ملم لقصف أحراج مناطق الجرمق والعيشية وسجد ومحيط جسر لحد.

وطال القصف المدفعي، الخميس، بلدات: قطمون – رميش، عيتا الشعب، كفر كلا، حولا، مركبا، سهل مرجعيون، تل نحاس، الوزاني، القوزح، حانين، العديسة، ميس الجبل، طيرحرفا، الجبين.

وتحدثت الوكالة عن أن فريقا تابعا للدفاع المدني اللبناني “نجا باعجوبة” بعد تبلغه بالغارة الاولى التي استهدفت احد المنازل في الحي الشرقي لبلدة ياطر.

وفور تحركه شنت طائرات إسرائيلية غارة ثانية، حيث كان الفارق بينها عشرات الأمتار، بحسب الوكالة.

من جهته أعلن الحزب في بيانات استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية عدة بالصواريخ الموجهة من بينها موقع المطلة، متحدثا عن تحقيق إصابات مباشرة، وعاد في بيان آخر ليؤكد إصابة دبابتي ميركافا “وسقوط طاقمهما بين قتيل وجريح”، بحسب البيان الذي نقلته الوكالة الوطنية للإعلام.

وفي بيان آخر، أعلن الحزب عن استهداف قوة مشاة إسرائيلية في قرية طبريخا – وادي شوميرا، كما نشر مشاهد لإستهداف عناصر من الجيش الإسرائيلي بصاروخ موجه في محيط ثكنة دوفيف يوم الأربعاء.

من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، عن تعرض طائرة بدون طيار “مسيرة” تابعة له لإطلاق نار، في مزارع شبعا الواقعة على الحدود بين لبنان وهضبة الجولان.

وقال الجيش الإسرائيلي في منشور على منصة “إكس”: “أطلق مسلحون النار على طائرة بدون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي، في منطقة جبل دوف”. وأضاف أن طائرة أخرى تابعة للجيش الإسرائيلي “استهدفت مصدر النيران، كما هاجمته بالمدفعية”.

وتزداد المخاوف من احتمال توسع الحرب بين إسرائيل وغزة، لتشمل لبنان، مع تبادل يومي للقصف وإطلاق النار عند الحدود بين الجيش الإسرائيلي والحزب منذ بدء الحرب بين حماس وإسرائيل في السابع من أكتوبر.

وأسفر التصعيد الحدودي بين الطرفين حتى الآن عن مقتل 83 شخصا في الجانب اللبناني، بينهم 61 مسلحا في الحزب و11 مدنيا على الأقل، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس، فيما أعلن الحزب مقتل 2 من عناصره يوم الثلاثاء ما يرفع العدد إلى 63.

وفي خطابه الأسبوع الماضي، كان زعيم الحزب، حسن نصرالله، في تصريحه الوحيد منذ السابع من أكتوبر، قد ربط بين تطور الجبهة اللبنانية “بمسار وتطور الأحداث في غزة”، وأضاف أن “كل الاحتمالات مفتوحة” على الجبهة اللبنانية، محذرا من “حرب إقليمية واسعة ما لم يتوقف الهجوم الإسرائيلي على غزة”.

في المقابل حذّر عضو حكومة الطوارئ الإسرائيلي،ة بيني غانتس، نصرالله من أنه “إذا ارتكب خطأ، فإن الحزب ولبنان سيتحملان العواقب”.

وخلال لقائه قادة خط المواجهة على الحدود الشمالية، قال غانتس: “نحن على جبهة القتال، قادة القطاع النظامي والاحتياطي مستعدون للقيام بكل ما يتطلبه الأمر، ومهما طال ما يستغرقه”.

وأضاف “نحن مصممون على الدفاع عن الحدود الشمالية، الآن وفي المستقبل، ولن نسمح للحزب بتعريض بلداتنا للخطر، إذا ارتكب نصر الله خطأ، فإن الحزب ولبنان سيتحملان العواقب”.

يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، حذر الثلاثاء، الحزب من الانخراط في الحرب الدائرة مع حركة حماس في قطاع غزة.

وقال نتانياهو في كلمة متلفزة: “إذا قرر الحزب الدخول إلى هذا الحرب سيكون خطأ عمره”، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي يدافع ويهاجم في شمال البلاد، “وسوف نستمر في الدفاع عن حدودنا”.

وتسعى الولايات المتحدة، منذ اندلاع الصراع بين إسرائيل وحماس، إلى تجنيب لبنان خطر الدخول في هذه الحرب، وذلك عبر تصريحات مسؤوليها بالإضافة إلى جهود دبلوماسييها.

وخلال زيارة قام بها كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الطاقة، آموس هوكستين، إلى لبنان، الثلاثاء، قال إن الولايات المتحدة “تهتم كثيرا بلبنان وشعبه وخاصة في هذه الأيام الصعبة”.

وأعلنت السفارة الاميركية في بيروت في بيان، أن هوكستين استمع إلى “مخاوف المسؤولين اللبنانيين وأبلغهم بما تقوم به الولايات المتحدة لمعالجتها”.

وشدد على أن “استعادة الهدوء على طول الحدود الجنوبية يجب أن تكون الأولوية القصوى لكل من لبنان وإسرائيل”، كما ذكر “جميع المحاورين بأن قرار مجلس الأمن 1701 هو أفضل آلية لتحقيق هذا الهدف”، داعيا إلى “تنفيذه بالكامل”.

زر الذهاب إلى الأعلى