بقلم مارون مارون: “عناية” يلزمها عناية

إن كل ما يقوم به الرئيس نبيه برّي لا يوحي أنه رئيس مجلس النواب، إنما رئيس لحركة أمل، وهو طرف وليس حَكم كما يحلو له أن يوحي.

وما يؤكد أيضاً وأيضاً أنه زعيم مليشيا لم تخرج من الماضي الأليم، ولم تأخذ العِبر منه، هو أنه كلما توجّه إليه أحد النواب طالباً منه فتح المجلس النيابي ليقوم بدوره، وفي طليعة هذا الدور انتخاب رئيس للجمهورية، يتبرّع أحد نوابه للرد بما يُشبه الردود الولادية وغير الناضجة، وكأن هؤلاء ليسوا نواب أمة بل عالة على وطن يقاوم للبقاء، وآخر إنجازات كتلته هو رد النائبة عناية عز الدين على النائبة ستريدا جعجع، حيث تبيّن للجميع مَن هو الحريص على انتخاب رئيس، ومَن هو الذي ينظم بيوت الشِعر والقصائد لمن يعطّل الإنتخاب تحت شعار الحق الدستوري الزائف، معطوفاً على بدعة الحوار الكاذب.

وعليه، فإن تلطي برّي خلف عباءة رئاسة المجلس، للنّيل من قامات سياسية سيادية ومرموقة، لا تسعى إلا لقيام دولة فعليّة، ليس سوى مسرحية سخيفة لم تعد تنطلي على الشعب اللبناني الذي سئم هذه الممارسات البالية وهذه الوجوه التي طواها الزمن، حتّى وإن بقيت تُحارب طواحين الهواء.

باختصار، ستريدا جعجع أثبتت حضورها سواء على مستوى إنماء القضاء الذي منحها ثقته وتحمل أمانته، فانتقلت به من موقع الحرمان المدقع إلى موقع المثل والمثال، أم على مستوى القضية التي تُناضل لأجلها، كما أثبتت جدارة غير مسبوقة في المجال التشريعي الهادف وفي المجال السياسي الراقي، وبالتالي فإن عز الدين يلزمها عناية دقيقة وطويلة لتصبح بمستوى النائبة التي تنتقدها…

وعليه، فإن السؤال الذي يفرض ذاته هو: مَن أفضل من “ستريدا” للإعتناء ب‍ “عناية” وتقديم النُصح لها…؟ والسلام

زر الذهاب إلى الأعلى