أحلام وأوهام إيرانية

وزير العمل الإيراني: “لبنان جزء من الأمة الإسلامية، والدفاع عنه بمثابة الدفاع عن هذه الأمة”…

إن هذا الإعلان ليس سوى استكمال لمناخ تطبيع الإحتلال في لبنان عبر ترسيخ هذا المفهوم وهذه الثقافة في عقول اللبنانيين، وخاصة في عقول الممانعيين التائهين أصلاً في فلك الفرس وأحلامهم ومشاريعهم التدميرية، إلا أن هذا الكلام، وعلى سخافته، يستوجب استنكاراً من أهل المنظومة، أي الحكومة بداية، ووزير الدفاع تالياً الغارق أصلاً في معارك طواحين الهواء والغائب عن الحد الأدنى من واجباته، عسى أن يستفيق من نوم عميق ويصرخ في وجه كل طامع بتطويع لبنان بهدف تغيير هويته وتاريخه، وطبعاً وزير الخارجية عبدالله بو حبيب المعروف ب “أبو علكة” علّه يحرّك شفتيه بكلمة رفض “لا سمح الله”…

نعم، جميعهم غرسوا رؤوسهم في الرمال والأوكار التي تليق بهم، لا بل في الوحول، وصمّوا آذانهم، وكأن سيّدهم الإيراني لم يلفظ كلمة عن وطنهم وبلدهم…

إنها وصمة عار إضافية على جبين هذه السلطة الذي ضاق بالوصمات لتكاثرها وتزايدها…

وبعد، فإن ما قاله المعتوه الإيراني يُثبت مرة جديدة نوايا هذا المحور الخبيثة المتمثّلة بمحاولة السيطرة على العقول لغسلها والنفوس لإخضاعها، بعدما اعتقدوا خطأً أنهم سيطروا على المدى الحيوي لبلاد الأرز عبر مئة ألف مسلّح كي لا نقول مئة ألف إرهابي كون حزبهم مدرج على لوائح الإرهاب الدولية، ومئة ألف صاروخ كي لا نقول مئة ألف متفجّرة، لأن استخدامهم للمتفجرات مزدهر فيما استخدامهم للصواريخ منعدم…

باختصار، فليعلم معتوه إيران أن للبنان رجاله وأبطاله الذين صنعوا مجده وتاريخه، ويرفعون رايته فوق جباله التي حفروها بدبوس إبرة لردع المعتدين… هذه الجبال التي تعلوها الكنائس والصلبان والقدّيسون ومساجد المسلمين المؤمنين بلبنان لا بطهران، لن تخضع ولن تكون جزءاً من أمّتكم المزعومة والتي قوامها الفقر والجوع والحروب والدماء والدموع والخراب والعزلة. فنحن الذين علّمنا العالم كيف نحمي أرضنا ونصونها برمش العين ودمعها، ولسنا بحاجة لفلول مرتزقة تطمع بأرضنا وتطمح لإخضاعنا بحجة حمايتنا… كفوا شرّكم، وارفعوا أيديكم، وخذوا العبرة من أسلافكم، ومن المماليك والأتراك وسواهم… ولبنان بألف ألف خير… والسلام.

زر الذهاب إلى الأعلى