بو حبيب ينحر لبنان

ما أعلنه وزير خارجية الممانعة في لبنان المدعو عبدالله بو حبيب لناحية عدم تصويت لبنان على قرار في الأمم المتحدة لتشكيل لجنة أممية تتولى مهمة كشف مصير المعتقلين والمخفيين في سوريا، لم يُشكّل أية مفاجأة، لا بل كان متوقّعاً، وجاء ليؤكّد المؤكّد، أن هذه العصابة المتحكّمة برقاب العباد والبلاد حوّلت لبنان إلى دولة مارقة وخارجة على القانون، ونسفت كل المواثيق والمعاهدات الدولية التي وقّعها لبنان وقام على أساسها.

تخيّلوا مثلاً أن المفكّر العملاق الدكتور شارل مالك، وزير خارجية لبنان كان من بين تسعة أشخاص فقط يمثّلون العالم بأجمعه، والشخص العربي الوحيد الذي شارك في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العام 1948، وكان له اليد الطولى في وضع النصوص وتعديلها وتسويقها خلال 83 اجتماعاً، امتد بعضها ليصل الليل بالنهار، وقام بكل هذا الجهد خلال عهد الرئيس كميل شمعون لتثبيت اسم لبنان في قائمة الدول التي تُعنى بحقوق الإنسان كقيمة لا توازيها قيمة كونية سوى الإنسان. ترأس مالك لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في العام 1951 نظراً لأفكاره المتقدمة في هذا المجال والذي استطاع ترجمتها تحت نظر العالم في الإعلان العالمي…

نعم، تخيّلوا معنا هذا السقوط المدوّي للبنان الدولة، وكيف وضعته “المارونية السياسية” في مصاف الدول المتقدمة عالمياً، وكيف أن هذه العصابة قد رفعته فوق خشبة الصليب على درب الجلجلة.

عبدالله بو حبيب، اسم سيكتبه التاريخ على صفحات العار، فكان من الأجدى أن يقدّم استقالته او يدفن نفسه حيّاً ولا يُلبي طلباً ينسف فيه تاريخ لبنان المجيد، خاصة أن لمعظم اللبنانيين معتقلين في زنزانات النظام السوري يتوقون الى معرفة مصيرهم المجهول منذ خمسة عقود من الزمن.

عبدالله بو حبيب نموذج من نماذج فكر الممانعة الذي لو قُيّد له أن يحكم لبنان بالمطلق، لكان كل الشعب اللبناني في القبور أو في السجون، فلا حقوق إنسان ولا من يحزنون، بل عملاء وكتبة تقارير ومأجورين على شاكلة بو حبيب.

عبدالله بو حبيب، من المفيد لكَ أن تُعيد النظر في ممارستك وأن تنتفض على “مُشغّليك”، وإلا فإن غضب الأمهات اللواتي تنتظرن كشف مصير أولادهم ستلعنك حتى قيام الساعة… والسلام.

زر الذهاب إلى الأعلى