فرنسا تنقذ المنظومة من جديد

أصبح الدور الفرنسي في لبنان يحمل مواداً وموارد إنقاذية للثنائي التعطيلي والطبقة السياسية المرتبطة به عند كل استحقاق كبير تكون فيها هذه الطبقة الحاكمة أمام امتحان مواجهة الإرادة الشعبية فتتدخل الدبلوماسية الفرنسية على أعلى المستويات لتنفيس الإحتقان واحتضان المعارضة ومن ثم إضعافها ووضع الماء في نبيذها، حدث هذا التدخل مع ثورة “١٧ تشرين” وبشكل أكبر ومباشر من الرئيس الفرنسي ماكرون بعد تفجير مرفأ بيروت حيث ساهم في تنفيس الغضب الشعبي وإطلاق وعود ومبادرات بقيت طي الكلام وحبراً على ورق. واليوم يكرر الموفد الفرنسي لودريان المشهد نفسه بعد الإنتصار الذي حققته المعارضة على الثنائي التعطيلي في جلسة ١٤ حزيران النيابية.

من السخرية أن تصف الدبلوماسية الفرنسية جولة لودريان بأنها استكشافية من دولة عريقة بالعمل الدبلوماسي والسياسي وكأن المواقف اللبنانية خفية على الفرنسيين الذين أطلقوا مبادرة فرنجية-نواف سلام من دون استكشاف آراء اللبنانيين واستئذان قياداتهم ووضعت دبلوماسيتها في خدمة محور الممانعة فيما اللبنانيون يعانون ويئنون من استفحال الأزمة والشغور ولكنهم أفشلوا المسعى الفرنسي باتفاق المعارضة على ترشيح جهاد أزعور وأجبرت رئيس مجلس النواب نبيه بري على عقد جلسة كشفت أنها كانت ستؤدي إلى انتخاب مرشح المعارضة فيما لو استُكملت الجلسة بدورتها الثانية.

النتيجة الميدانية للجولة الإستكشافية الفرنسية ستؤدي إلى تغطية عدم انعقاد جلسات انتخابية رئاسية “انتظاراً” للمسعى الفرنسي، والشغور الذي سيستمر أشهراً إضافية كافية لإنهاك اللبنانيين وضعضعة صفوفهم مجدداً وإنهاء مفاعيل انتصار المعارضة الأخير.

زر الذهاب إلى الأعلى