التيار غريق لا يخاف البلل،

لم يشكّل التقاطع مع التيار الوطني الحر حول ترشيح جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية أي براءة ذمة للتيار ورئيسه ومؤسسه، وعلى عكس الموقف العاطفي من زيارة الرئيس السابق ميشال عون إلى سوريا، فالموقف العقلاني يؤشر إلى إيجابية إعلان هذا التقاطع قبل الزيارة حتى لا يتحجج التيار بإقفال أبواب المعارضة أمامه واضطراره للعودة إلى سوريا التي لم يغادرها فعلياً منذ حوالي أربعة عقود عند تعيينه قائداً للجيش ما خلا محطات محدودة وصفها عون نفسه بأنها “تنفيسة”…

مهما حاول إعلام وجهابذة التيار إضفاء الطابع الوطني على الزيارة فالجميع يعلم الأهداف الشخصية للزيارة كما يعلم الجميع بأن بشار الأسد لم يعد يحكم داخل سوريا وبالتالي ليس هناك أي خشية من قدرته على التدخل في لبنان لمصلحة أي كان ولذا تُعتبر الزيارة خطوة يائسة وبائسة ومن دون أي مردود سياسي أو شعبي إذا لم نقل أن المردود سلبي ويحمل القوى السياسية إلى فرملة الخطوات اللاحقة للتقاطع في حال وجودها مع التأكيد على عدم التراجع عن الإتفاق من جهة المعارضة…

أما في حال تراجع التيار عن ترشيح جهاد أزعور فخيارات المعارضة متعددة وآخرها الكي في ممارسة تعطيل النصاب وبذلك تعود إلى المربع الأول وبالتالي لا تخسر شيئاً، ويبقى للتيار اتخاذ خياراته وتحمّل مسؤولياته فهو الغريق وما خوفه من البلل.

زر الذهاب إلى الأعلى