ديمقراطية المعارضة تهزم شمولية الممانعة،

خاضت المعارضة المشتتة مواجهة الإستحقاق الرئاسي بنجاح على الرغم من انعدام الإنسجام والتلاقي بينها على العديد من الأمور واستطاعت فرض إيقاعها على “الحزب” ومحاصرته سياسياً ومنعه من إيصال مرشحه سليمان فرنجية مستفيداً من تضعضع المعارضة…

اليوم أصبحت المعارضة أقوى في الداخل وتجاه الخارج بتبنّي ترشيح جهاد أزعور ونزعت ذريعة رئيس مجلس النواب نبيه بري لعدم الدعوة لجلسة انتخاب مفتوحة لا تنتهي إلا بانتخاب رئيس للجمهورية ليبدأ بعدها الجهاد الأكبر والأهم لتكليف رئيس جديد للحكومة وتشكيلها بما يتناسب مع المهمة المرسومة لرئيس الجمهورية اللبنانية لإعادة إحياء المؤسسات والبدء بمعالجة الكمّ الهائل من الأزمات التي يعاني منها لبنان واللبنانيون…

تبقى الإشارة الواجبة والإشادة بعملية الإخراج لتخلّي النائب ميشال معوض عن ترشيحه لمصلحة المرشح جهاد أزعور وهذا ما دأب على تأكيده معوض وأطراف المعارضة في حال التوصل إلى مرشح بإمكانه جذب عدد أكبر من الأصوات، ولا شك أن مهمة معوّض مختلفة عن مهمة أزعور والواقعية السياسية فرضت اعتماد أفضل الممكن، أما المبدئية فهي في أفضل حال ولم تُخدش وباقية في الأهداف الكبرى المختلفة عن الحاليات، ويمكن النظر إلى أن نجاح أزعور سيكون انعطافة ومرحلة انتقالية وليس انقلابية بين سلبطة الثنائي الميليشيوي وانحسارها إلى العقد السياسي المساوي بين اللبنانيين…

هذا هو حجم المعركة الحقيقي والمعارضة كسبت جولة الترشيحات على أمل وصول الأمور إلى خواتيمها رئاسياً للإنصراف إلى جبهة سيادة الدولة في الداخل في موازاة جبهة استعادة الثقة بالدولة في الداخل والخارج.

زر الذهاب إلى الأعلى