أخر الأخبار

المطران العمّار في حضن الممانعة

بقلم مارون مارون:

حركة لافتة يقوم بها راعي أبرشية صيدا ودير القمر الصديق المطران مارون العمّار باتجاه محور الممانعة، فإضافة الى مشاركته في زيارة مَعلم مليتا الشاهد على أدوات احتلال لبنان وإفَقاره وعزله عن محيطه، وهو معلم بمثابة وصمة عار في تاريخ لبنان لأنه يختصر أسوأ علاقة مع اللبنانيين وأفضلها مع “دولة” إسرائيل كما يحلو للمقاوم الرئيس نبيه برّي تسميتها. فهل سأل نفسه صاحب السيادة كيف أزور مَعلماً شارك أصحابه في قتل الأبرياء في ٧ أيار وفي كل أرجاء سوريا، وأمتَنِع عن المشاركة في قداس سنوي يُقام لراحة أنفس شهداء من لحمي ودمي سقطوا دفاعاً عن لبنان الوطن والهوية؟

وبعد، فقد زار أيضاً سيادته برفقة الأب الصديق عبدو أبو كسم مُعطل الإنتخابات الرئاسية، ومُعطّل الموقع الماروني الأول في لبنان والشرق الأوسط الرئيس نبيه برّي، وهنا لا بد من التساؤل، ماذا دار من حديث في اللقاء؟ هل سأل المطران العمّار الرئيس برّي أين رمى مفتاح المجلس، ولماذا يمتنع عن تطبيق الدستور، ولماذا لا يدعو الى جلسات نيابية متتالية لانتخاب رئيس للبلاد؟ والى متى سيبقى التعطيل قائماً؟ وهل صحيح أنه سيبقى حتى تتحقق مطالب الممانعين؟ حتماً ان الكلام لم يشمل هذه النقاط بل اقتصر على تبادل المجاملة والإسترضاء وربما عن موسم اصطياف واعد بفضل صورايخ مليتا وأشباه الدواعش المقنّعين فيها…

وبعد فقد زار أيضاً وأيضاً المطران العمّار وأبو كسم مسؤول قطاع صيدا في “الحزب” الشيخ زيد ضاهر في مكتبه في صيدا، وهنا لا بد من استذكار صاحب الغبطة مار نصرالله بطرس صفير الذي كان دائم القول أن بكركي تُزار ولا تزور، ومع الأيام بات العكس هو السائد والمتداول، للأسف.

والسؤال الأهم، ماذا يفعل رجل دين في موقع مسؤولية رفيع، في مركز لتنظيم مليشياوي مُعَاقب من 58 دولة حول العالم، هل ليسأله تسليم قتلة الرئيس الحريري، أم عن تسليم قتلة الشهيد اللواء فرانسوا الحاج، والشهيدين لقمان سليم وهاشم السلمان، وكل شهداء ثورة الأرز؟ وهل سأله عن عرقلة التحقيق في ملف تفجير مرفأ بيروت وتهديد القاضي طارق البيطار في عقر دار قصر العدل؟ وهل سأله عن تسبّبهم في تهجير ونزوح مليوني مواطن سوري الى بلادنا بسبب مشاركتهم في حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل؟ وهل سأله عن سبب وجود هذه الترسانة من الأسلحة طالما أنهم تحولوا الى حرس حدود لإسرائيل منذ العام 2006، ومنحوها اتفاقاً خرافياً من خلال التخلّي عن الخط 29 والإكتفاء ببقايا الغاز في قانا، هذا إن بقي من غاز ونفط، وهل سأل المطران العمّار مُضيفه عن سبب اجتياح بيروت بالحديد والنار في “يوم مجيد” قتلوا خلاله ما لم تقتله اسرائيل خلال اجتياحها للبنان؟

وهل سأل صاحب السيادة عن المعتقلين في زنزانات حليف مضيفه؟

وهل سأل صاحب السيادة عن مصير الأبرشيات بعد استكمال الإطباق على الدولة من قِبل الدويلة ورفع لواء ولاية الفقيه؟

تساؤلات كثيرة وعديدة حيال كل هذه الحركة المستغربة ومنها، هل من مبادرة يقوم بها المطران العمّار، وما هي آفاقها ومضمونها وأهدافها، وهل هي منسّقة مع بكركي، وما هي نتائجها، وهل أثمرت ازدهاراً وخروجاً من الإنهيار ورفعاً للإحتلال الإيراني؟ كلها أسئلة مشروعة ومتداولة على ألسنة أبناء الرعية والمنطقة، لا بل على مساحة الوطن…

باختصار، أسئلة سهلة ومشروعة إنما الإجابة عنها صعبة وممنوعة… والسلام.

زر الذهاب إلى الأعلى