قاذفات “الشمس الحارقة”.. ما تأثيرها في حرب أوكرانيا؟

مع استعداد روسيا وأوكرانيا لمعركة الربيع، وتصاعد التوتر في ميدان القتال، تسلمت القوات الروسية المحمولة جوا لأول مرة في تاريخها أنظمة قاذفات “الشمس الحارقة” المحدثة من نوع “توس-1 آيه”.

ويرى مراقبون وخبراء عسكريون، لـ”سكاي نيوز عربية”، أن قاذفات “الشمس الحارقة”، تدعم توفير مزايا التغطية النارية من المدفعية الصاروخية التي باتت صاحبة الكلمة الفصل في الحرب الأوكرانية حتى الآن.

واعتبر مدير جهاز الحماية من الإشعاعات والمواد الكيميائية الروسي، أليكسي غونشاروف، أن هذه الأنظمة “ليس لها مثيل في الترسانات الغربية للأسلحة”، مضيفًا أنها “تثير الذعر في أعدائنا، أنا واثق من أن استخدامها سيقرب انتصارنا”.

كيف تعمل قاذفات الشمس الحارقة؟

أعلنت وزارة الدفاع الروسية تزويد أحد التشكيلات لقوات الحماية من الإشعاعات والمواد الكيميائية والبيولوجية في مقاطعة ساراتوف، بأنظمة قاذفات اللهب الثقيلة المحدثة “توس-1 إيه”.

أظهرت المنظومة نتيجة جيدة في تدمير “معاقل العدو المحصنة” خلال العملية الخاصة، بحسب روسيا، إذ يتم إشعال الحريق باستخدام أحدث أنظمة البرامج للإشارة الطبوغرافية والجيوديسية، “ومن المستحيل أن تختبئ من نار هذه الأنظمة حتى في الخنادق”.

تكمن أهمية الراجمة “توس-1 إيه” بأنها تطلق صواريخ حرارية ذات قذائف فراغية، وبالتالي فهي على عكس الأسلحة التقليدية، لديها موجة انفجار أكبر بكثير.
التأثير في المعركة

من جانبه، أوضح الباحث المتخصص في السياسات الدفاعية، محمد حسن، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنه عادة ما أُجري على القوات الروسية المحمولة جوًا العديد من التغييرات الهيكلية وموجات التحديث منذ مطلع الألفية، فهي القوات المنوط بها تنفيذ مهام الإغارة والاقتحام الجوي وتلعب أدوار مهمة في حروب المدن التى تفشت في بؤر الصراع العالمي.

وبشأن طبيعة تلك القوات الروسية، وتأثير استخدامها لقاذفات الشمس الحارقة على مسار الحرب، أشار “حسن” إلى أن:

القوام التسليحي لهذه القوات يشتمل على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، من مضادات الدروع والدبابات والمدرعات الخفيفة سريعة الحركة والمناورة.

ظهرت هذه القوات في الحرب الروسية الأوكرانية منذ اندلاعها وشاركت في معركة كييف ومطار غوستومول، وكان أدؤها لافتا من حيث سرعة الانتشار والمناورة بالمدن وطرقها، إلا أنها كانت تفتقد لقوة المدفعية الصاروخية بين قوامها التسليحي.

اعتمدت على التغطية المدفعية من تشكيلات أخرى، وتعرضت لضربات قاسمة في حروب الشوارع نتيجة لغياب التغطية المدفعية والجوية، وهو ما ظهر في فشل الهجوم على كييف قبل عام مضى، والانسحاب من سومي وتشرنييف شمالي أوكرانيا لاحقا.

تسلم القوات الروسية المحمولة جوا لقاذفات “توس-1 آيه” ذات الصواريخ الحارقة تمثل إضافة للقدرة النارية للوحدات المحمولة جوا، بالنظر إلى مدى تلك المنظومات التي تصل من 3 إلى 6 كم، وبطارية الصواريخ التي تضم 24 قاذفًا لصواريخ 220 ملم، بعضها قذائف فراغية شديدة التدمير.

توفر أنظمة توس ميزة التغطية المدفعية الصاروخية وتنفيذ عمليات الإغراق الصاروخي، ولا سيما مع جمود التحصينات والاستحكامات الدفاعية حول المدن، وجمود الميدان بعد أن تحول نهر الدنيبر إلى ما يشبه خط فصل بين القوات المتحاربة.

ورغم ذلك، هناك قصور في أنظمة توس وهيكل القوات المحمولة جوا، يتمثل في ضعف إمكانات مواجهة الطيران المسير بمختلف أحجامه، وقد سجل الميدان الأوكراني حالات تدمير نفذتها المسيرات ضد أنظمة توس بسهولة ومن دون عراقيل.

من الممكن القول، إن تلك الأنظمة لن تضيف قوة استراتيجية للقوات المحمولة جوا، لكن تأثيرها يظل محدودا داخل إطار المستوي العملاني والتكتيكي بتوفير مزايا التغطية النارية من المدفعية الصاروخية التى باتت صاحبة الكلمة الفصل في الحرب الروسية الأوكرانية حتى الآن.

مواصفات خاصة

* يطلق عليها اسم “سولنتسيبيك”، أي “الشمس الحارقة”، هي نسخة محدثة من الراجمة الثقيلة “توس-1″، التي دخلت خدمة الجيش الروسي في عام 2001.

* يمكنها إحراق مواقع وتشكيلات عسكرية في ثوان معدودة بقوة نيران هائلة، بإطلاق 24 صاروخا خلال مدة زمنية لا تتجاوز 6 ثوان، بينما تحمل مركبة الدعم المرافقة لها 48 صاروخا آخر يمكن إعدادها لإطلاق دفعة أخرى من الصواريخ لمواصلة القتال.

* تستخدم “توس-1 إيه” صواريخ بمحرك يعمل بالوقود الصلب ومزودة برؤوس حربية حرارية شديدة الانفجار.

* عندما يتم إطلاق الصواريخ إلى أقصى مدى إطلاق يمكن لـ “توس-1 إيه” تغطية مساحة تصل إلى 40 كيلومتر مربعا بقوة نيران هائلة بفضل قدرتها على إطلاق النار في جميع الاتجاهات بمدى يصل إلى 6 كيلومترات.

* يصل وزن “توس-1 إيه” إلى نحو 45 طنا، بينما يصل مدى المركبة إلى 550 كيلومترا ويمكنها الانطلاق بسرعة تصل إلى 60 كيلومترا في الساعة.

زر الذهاب إلى الأعلى