“مش ساعة يللي بدكن”

تقترف هذه السلطة الكثير من الأخطاء. فلنقل الجرائم، لأنّ هذا التوصيف يليق بمعظمها. ربما مسألة تعديل التوقيت تبقى مسألة بسيطة أمام الارتكابات الأخرى، ولكنّها معبّرة كثيراً.

ما دار بين نبيه بري ونجيب ميقاتي، ونذكرهما من دون ألقاب، في الفيديو المنتشر هو دليل ثابت على كيفيّة إدارة هذا البلد. يطلب الأول من الثاني، باستخفافٍ لافت، تأجيل التعديل التوقيت. يقول له الثاني إنّ الأمر غير ممكن ومرتبط بالتوقيت العالمي وحركة الطيران. “طز” بالتوقيت العالمي. “الأستاذ هيك بدّو”، فكان له ما كان.

لم يكد نجيب يصل الى السراي الحكومي حتى أصدر، “متل التوتو”، قرار تأجيل تعديل التوقيت. هكذا، يقرّر رجلان أن يتحكّما بتوقيتنا وتفصيلٍ مهمّ في حياتنا، من دون منطق.

هكذا تصرّفات غبيّة تجعل من لبنان معزولاً أكثر وتسقطه درجةً على سلّم الدول. لم نعد في العالم الثالث، بل في عالمٍ آخر بفضل نبيه ونجيب، وغيرهما بالتأكيد. وليسمح لنا جبران باسيل الذي “ربّحنا جميلة” بالأمس بعهد عمّه القوي. لا، كان عهداً فاشلاً، ولن نترحّم عليه. وأنت، يا جبران، “مش أحسن من نبيه ونجيب”، وأنتم مع آخرين أوصلتم الشعب الى ما وصل اليه.

قصّة الساعة معبّرة. من يحكمنا يستخفّون بعقولنا ومصيرنا. وبسكوتنا عن سلوكهم يظنّون أنّهم باستطاعتهم فعل ما يريدون، “ساعة يللي بدّن”. بات البلد على أيديهم أشبه بمزرعة. متى يحين الوقت لأن نثبت لهم بأنّنا لسنا غنماً. لسنا جميعاً مثل “جماعتهم”؟

زر الذهاب إلى الأعلى