سوء الإدارة الانتخابيّة يُضعف اللائحة البرتقالية في المتن

بخلاف مناطق إنتخابية عمد فيها التيار الوطني الحر الى ترك مقاعد شاغرة وتخفيف المرشحين على متن لوائحه، فان التيار لم يطبق المعيار نفسه في دائرة المتن الشمالي، وأعاد ترشيح نوابه الحاليين في مجلس النواب إبراهيم كنعان والياس ابو صعب وإدي معلوف، على الرغم من تأكيد خبراء الإنتخابات استحالة تأمين أكثر من حاصلين للائحة التيار، نظرا لعوامل جديدة طرأت على حالة التيار الانتخابية وتراجع كبير أصاب شعبيته.

هذا الأمر بدأت تظهر سلبياته على متن اللائحة البرتقالية كلما اقترب موعد الإنتخابات وتضاعفت الحماسة الإنتخابية، ويُتداول في الصالونات عن عدم ارتياح في صفوف مرشحي التيار، وسط همس عن «قطبة مخفية» وانحياز قيادة التيار وتوجه لصب الأصوات والتركيز على المقعد الكاثوليكي لإسقاط المرشح على لائحة «القوات» ملحم الرياشي استكمالا للمواجهة المفتوحة بين «التيار» و»القوات» في كل الدوائر، انطلاقا من قضاء المتن الذي يعتبر أرضا خصبة للمعركة، فالتركيز على المقعد الكاثوليكي، يعني عمليا حجب أصوات التيار عن المرشحين الآخرين وتركهم يتدبرون حواصلهم .

تساؤلات كثيرة تطرح لا تجد لها جوابا، فإذا كانت قيادة التيار مهتمة بنجاح جميع مرشحيها، لماذا اعتمدت ثلاثة ترشيحات «حزبية» من صقور التيار في المتن؟ فيما التزمت ترشيح حزبي واحد في البترون جبران باسيل، وندى البتساني في كسروان، وألان عون في بعبدا، وأعلنت ترشيح بو صعب وكنعان ومعلوف، في الوقت الذي يعتبر العارفون في الإنتخابات ان معركة «القوات» رابحة ومقعد الرياشي مضمون.

تتناقض التفسيرات لمفهوم الخطوة، لكن احصاءات خبراء الإنتخابات تؤكد ان للتيار حاصلين فقط، ومن الصعب ومن سابع المستحيلات ان يفوز التيار بمقعد ثالث في دائرة ستشهد أمّ المعارك الإنتخابية وتصفية حساب بين «التيار» و»القوات».

الأمور ستكون مفتوحة في قراءة الخبراء على عدة سيناريوهات، خصوصا ان «القوات» تخوض معركة المقعد الكاثوليكي لا تراجع عنها مهما كان الثمن، فيما التيار متشرذم تفتك به الشائعات، فالنائب ادي معلوف طالته في البداية شائعة سقوطه بالانتخابات، واليوم تتردد تسريبات حول ايعاز التيار لمناصريه لصب الأصوات وتجييرها له، الأمر الذي أربك زملاءه على اللائحة، خصوصا ان نواب المتن لهم حيثية خاصة، فالنائب ابراهيم كنعان يتصدر الاحصاءات ومن أبرز القانونيين و»مشرعي»التيار في مجلس النواب، وابو صعب له وضعيته السياسية والشعبية.

ترشح الرياشي خلط الأوراق المتنية، وحوّل مسار المعركة، بحيث هناك استحالة على التيار لتأمين ثلاثة حواصل، لكن الأمر كان يمكن تداركه في التيار لو وضعت إدارة سليمة للمعركة الإنتخابية، بحيث لا تتعرض المقاعد المضمونة المارونية والمقعد لأرثوذكسي «للخردقة» على لائحة التيار.

مع ذلك، يتحدث العارفون بتفاصيل الإنتخابات عن خيارات متاحة للخروج من مأزق لائحة التيار قبل تسجيل اللوائح رسميا في ٤ نيسان، منها مثلا خوض معركة المقعدين الماروني لكنعان والأرثوذكسي، الا اذا كان الخيار الوحيد المعتمد لاسباب غير مفهومة ترك الأمور تأخذ شكل المعركة القاتلة بين الزملاء في اللائحة، لكن هذا الإجراء ستكون تداعياته كارثية، لأنها كما يقول العارفون ستؤدي الى تشتت بلوك الأصوات وتطلق معركة إلغاء داخل اللائحة البرتقالية و»تناتش» الأصوات.

زر الذهاب إلى الأعلى