معارضون يخدمون المنظومة،

طالبت القوات اللبنانية خلال ثورة “١٧ تشرين” بإجراء انتخابات نيابية مبكرة لترجمة الزخم الشعبي إلى تغيير جذري في التركيبة السياسية التي تدير البلاد، والبلاء، أي المنظومة الحاكمة. رفضت حينها جميع القوى السياسية والناشطين المشاركين في الثورة دعم هذا المطلب الذي كان في متناول اليد لو تم توجيه الثورة نحو هذا الطرح عوض الإنزلاق إلى الفوضى والتشتت مما سمح للمنظومة باختراق صفوف الثوار وإدخال مصطلحات على نسق “كلن يعني كلن”.

سقوط طرح القوات اللبنانية سمح للمنظومة باستجماع قواها واسترجاع عنصر المبادرة واستعادة أنفاسها لخطف نفس الثورة وبات استهداف القوات عدة شغل القوى السياسية والثورية في الإنتخابات النيابية عوض التركيز على استهداف المنظومة الحاكمة مما أنتج ثلاثة أقليات أكبرها محور الممانعة يليها التكتل المعارض السيادي وآخرها تكتل متحرك لا يمكن احتسابه من ضمن أي محور، ولا نقصد هنا نواب التغيير حصراً.

على الرغم من التجارب والنتائج حصدت القوات أكبر تكتل نيابي، ومارست ولا تزال تمارس تواضعها وتضع إمكانيات تكتل “الجمهورية القوية” وحزب القوات اللبنانية بتصرّف المعارضة السيادية والقوى غير الملتصقة بمحور الممانعة علّ وعسى أن يصبح بالإمكان تعديل موازين القوى لصالح المعارضة مما يفرض تغييراً حاسماً على صعيد الداخل والخارج في مقاربة الإنتخابات الرئاسية وإعادة تكوين السلطة.

هذه الوقائع التذكيرية نضعها برسم الرأي العام والرأي الخاص الذي ما زال تحت تأثير “كلن يعني كلن”، فمسؤولية خسارة فرصة الإنقلاب على المنظومة تقع على عاتق الذين رفضوا الإنتخابات المبكرة اعتقاداً منهم بأن لم يكونوا جاهزين لقطف ثمار الثورة، كلن، ويحدّثونك عن التغيير!

زر الذهاب إلى الأعلى