بيان من فرنسبنك… ماذا جاء فيه؟

تتوسع التحقيقات مع رجا سلامة، شقيق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، حيث باشر القاضي جان طنوس اليوم تحقيقاته معه بملف آخر يتعلق باختلاس وتبييض الأموال وهو ملف بحسب معلومات متداولة عن مجموعة “رواد العدالة”، منفصل عن الملف الذي تم الادعاء به عليه من قبل القاضية غادة عون.
ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي رحبوا بالتحقيقات الجارية مع رجا سلامة مطالبين بأن يتم تنفيذ مذكرة التوقيف الصادرة بحق الحاكم رياض سلامة، معتبرين أنه المسؤول الأول عما آل إليه الوضع المالي والاقتصادي في لبنان بعد الأزمة، بالأخص ناشطون يدورون في محور “التيار الوطني الحر” والممانعة.

على أن الصراع بين القاضية عون والأخوين سلامة والمصارف لا يتوقف عند بُعده القضائي، بل من الواضح أن هناك أبعاداً سياسية توجه مسار التحقيق، ويبدو أن رئيس الجمهورية ميشال عون مُصرّ على تحقيق تقدم في الملف قبل نهاية ولايته، وأيضاً قبل الانتخابات النيابية في محاولة لملمة شعبية “التيار الوطني الحر” التي فقد الكثير منها على إثر الأزمة الحاصلة.

لكن الصراع الذي يخوضه القضاء بمواجهة المصارف وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، يصطدم بمقاومة شديدة من خصوم سياسيين يحاولون منع توقيف رياض سلامة ووقف المعركة مع المصارف، سواء بسبب مصالح تجمعهم، أو لأنهم يرون أن تأثيرات هذه المعركة لن تكون ارتداداتها إيجابية على الوضع الاقتصادي والمالي ولن تساهم في إعادة الأموال إلى المودعين. كما أن التحقيقات الجارية تتسبب في معاودة سعر صرف الدولار ارتفاعه في السوق السوداء بعد استقرار دام أسابيع، وعبّر ناشطون في مواقع التواصل عن مخاوف من أن يقوم حاكم مصرف لبنان برفع سعر الصرف رداً على توقيف أخيه رجا.

وفي حين يرى فريق كبير من اللبنانيين، تحرك القاضية عون ضد المصارف وسلامة، تحركاً مباركاً، حيث يقوم النظام بنهش بعضه البعض، يرى فريق آخر أن هذه الخطوة مسيسة وهي لن تؤدي سوى للمزيد من الفوضى التي قد ينتج عنها إلغاء للانتخابات النيابية، بموازاة مزيد من التعقيد في المفاوضات مع صندوق النقد وارتفاع سعر صرف الدولار وعرقلة الحلول المعقولة للمودعين وودائعهم، فيصبح الصراع بين عون والمصارف صراعاً سياسياً على حساب معاناة المواطنين خصوصاً مع اتجاه المصارف نحو الاغلاق احتجاجاً.

زر الذهاب إلى الأعلى