“السيّد” من كوكب المريخ يسأل: بقلم مارون مارون

حسن نصرالله يسأل: “لبنان على حافة الإنهيار، أين دعم دول الخليج؟”…

مؤسف أن الذي يُمسك بمفاصل السلطة في لبنان، يستغبي الشعبين اللبناني والخليجي في آن معاً، وفي تصريح واحد، وكأنه يُدلي به من كوكب المرّيخ، وليس من ضاحية بيروت الجنوبية، التي أطلق منها مئات التصاريح التي تدعو الى تحرير مكّة المُكرّمة والمدينة المنوّرة من آل سعود، وحرّض على قصف منشآت نفطية داخل أراضي المملكة، ويأوي في “ضاحيته” عناصر حوثية يلقّنها التدريبات، ومثلها عناصر من الحشد الشعبي العراقي، إضافة الى عناصر مُعارضة لمملكة البحرين تُقيم المؤتمرات الصحافية لتُكيل فيها الشتائم إلى دول الخليج، هذا عدا عن احتضان محطات إعلامية مُعادية للخليج تبث وتسرح وتمرح من “ضواحي” نصرالله، وإضافة لهذه وتلك، فإن قناة “المنار” تُخصص يومياً برامج وتستضيف مَن هم في محور الممانعة للتطاول على الخليج. كل ذلك بهدف زعزعة أمن الخليج والمملكة العربية السعودية.

إضافة لكل ما تقدّم نسي “نصرالله” خلية “العبدلي” التي ألقي القبض عليها في دولة الكويت لقيامها بأعمال إرهابية وهي خلية مؤلفة من عناصر مليشياته.

نعم، “السيّد” لا يترك وسيلة، لفظية او تخريبية او عسكرية، إلا ويهاجم فيها المملكة السعودية ودول الخليج، وبعدها يُطل ليسأل بلغة البسيط والمتجاهل لأفعاله، “أين دعم دول الخليج”؟

سنُجيبُك يا “سيّد” أين دعم دول الخليج، هذا الدعم قد أتى على مر عقود من الزمن ولم تراه او تقدّره يوماً، بدءاً من الصندوق الكويتي الذي أقام مشاريع ضخمة، منها بناء جسور وأنفاق وطرقات وتأهيل مؤسسات عامة ومدارس وجامعات وغيرها…

هذا الدعم تمثّل يا “سيّد” بوديعة سعودية بقيمة ٣ مليار دولار لسنوات طويلة في مصرف لبنان، وبتمويل دول الخليج لمؤتمرات باريس الأول والثاني والثالث وغيرها…

هذا الدعم تجلّى يا “سيّد” بإعادة بناء كل هدمته في حَربِك مع “دولة إسرائيل” كما أسماها الرئيس بري، وقد رفعتم يومها عشرات آلاف اللافتات التي تحمل عبارة “شكراً قطر”…

هذا الدعم يا “سيّد” تمثّل أيضاً بخيرات اغدقتها دولة الإمارات العربية المتحدة على لبنان من خلال مشاريع واستثمارات ورؤوس اموال تم توظيفها في لبنان…

ومثلها سلطنة عُمان التي كان لها مساهمات كبيرة في نهضة لبنان…

هذا الدعم يا “سيّد” تمثّل باستضافة الخليج لما يزيد عن ٣٠٠ ألف مواطن لبناني يعملون في هذه الدول مُعززين ومكرّمين، يرسلون الأموال الى لبنان لإبقائه على قيد الحياة، فيما لا يوجد في إيران أكثر من ١٥٠ مواطن لبناني يقفون في صفوف طويلة للحصول على أرجل الدجاج المدعوم…

ما أوردناه يا “سيّد” هو غيضٌ من فيض لا تتسع له الصفحات والكتابات عن مساهمات واعمال ناصعة وبيضاء قامت بها دول الخليج، واللائحة تطول إنما لا داعي للإطالة…

وبعد، هل عرفت يا “سيّد” أين هو دعم دول الخليج، إنه دعم واضح كالشمس، التي وإن حَجَبتها غيمة سوداء، فهي لا شك ساطعة على مساحة الكون، وحارقة عند الذين ينكرون وجودها، فالخاتمة يا “سيّد” تأتي تبعاً للمقدمة، والمقدمة مفادها إن كنتم تسألون عن الدعم، فتلك مصيبة، وإن كنتم لا تقدّرون حجم الخراب الذي الحقتموه بعلاقات لبنان الخليجية، فالمصيبة أكبر، وفي الحالين سياستكم غير صائبة وهي المصيبة بعينها… والسلام.

زر الذهاب إلى الأعلى