ليست مسألة المناصب المسيحية فقط

لا شكّ أن ممارسات “ح ز ب” الله تسبب الضرر لجميع اللبنانيين ومنهم البيئة الشيعية المتعاطفة مع الحزب، عن قناعة أو عن خوف، لا فرق طالما النتيجة هي نفسها، وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى وجود معارضين شيعة جدّيين للثنائية الشيعية ولكنهم يتحرّكون ضمن هامش مرسوم لهم وكل من يخرج عن هامشه يكون مصيره الإغتيال والدلائل كثيرة على أن “ح ز ب” الله يستطيع التعاطي مع مئة معارض أو ألف كحالات فردية وطالما هم مشتتون ولا يشكلون تكتلات ونواة معارضة جدّية قادرة على تأليب الرأي العام ضدّه.

أمّا مسألة الهيمنة فهي تطال جميع المناصب الدستورية، فهل يمكن لأحد أن يعتبر أن رؤساء الحكومة المتعاقبين هم أسياد قراراتهم؟ هل يستطيع أي رئيس حكومة عقد جلسة لمجلس الوزراء من دون موافقة “ح ز ب” الله أو على الأقل قبة باط في حال أراد مسايرة التيار الوطني الحر؟ بالطبع لا، استثناء وحيد جرى في حكومة دولة الرئيس فؤاد السنيورة السيادية وأدّت إلى غزوة بيروت ومناطق في الجبل في “٧ أيار” ووقفت عند حدود المناطق الشرقية بعد محاولات فاشلة لإخضاعها وجرى قمعها بقوة وقسوة وسرعة.

أما مسألة المسيحيين فهي لأنهم في واجهة المواجهة، ما عدا في حالة التيار الوطني الحر الذي يتخذ حقوق المسيحيين شماعة لتحقيق غايات فئوية ضيقة ولا يتوانى عن الصراخ لتحقيق أهدافه، والموقف المسيحي الوطني تعبّر عنه القوات اللبنانية وآخر المواقف هو ما أعلن عناوينه رئيس الحزب سمير جعجع في مقابلته الأخيرة، وفي هذا الإطار نذكّر بأن الحكيم لم يذكر تفاصيل وكل ما يتم تناقله يبقى في إطار التحليلات التي قد تصحّ أو لا، وفي المعركة لا أحد يكشف أوراقه.

وفي الختام، لبنان مريض ولكنه لم يمت، هو في غرفة العناية الفائقة والحكيم يتابعه لحظة بلحظة وهذا ما يحتاجه لبنان، وصفة حكيم وليس ورقة نعوة وندّابين!

زر الذهاب إلى الأعلى