عون المنافق وباسيل: قاهر الوصايا العشر

✍️ ليبان صليبا

نادراً ما عرف التاريخ السياسي شخصية مماثلة لميشال عون في حقبة واحدة من الزمن كما شهد لبنان على زمن العونية السياسية من المؤسس عون إلى وريثه النسخة طبق الأصل جبران باسيل حتى بتنا أمام معضلة التفريق بينهما ومنح لقب الأكثر سوءاً لأي منهما، فكلاهما مستحق…

حسناً يفعل الرئيس السابق ميشال عون في إنعاش ذاكرتنا والسخرية من سذاجتنا في اعتقادنا بأنه مبتعد ونادم ويمضي وقته في الصلاة تكفيراً عن ذنوبه وجرائمه في حق وطنه لبنان واللبنانيين، فيخرج الرئيس السابق بمزيد من اللوعة والأسى عن الزمرة الحاكمة مستهبلاً العونيين ومستغلاً طيبتهم العقلية وأحقادهم، يتحدث عن زمرة يواجهها صهره باسيل كان عون عضواً فيها على مدى عشرة أعوام قبل أن يصبح رئيساً لها لمدة ست سنوات ارتكب خلالها المعاصي وأسوأ رتب العمالة والخيانة والذمية والمتاجرة بحقوق المسيحيين واضعاً في الواجهة مسألة ذات رتبة عاشرة في الأهمية مثل مأموري الأحراش، ومتخلياً في المقابل عن حقوق المسيحيين في أملاكهم وقراهم ومشاعاتهم، ومتخلياً عن دور المسيحيين المؤسس للكيان اللبناني واضعاً مراكزهم الدستورية في هيكلية الحكم بتصرّف ذراع الثورة الإيرانية في لبنان، هو الذي كان يردد أريد الجمهورية وليس رئاسة الجمهورية، فاستولى على الرئاسة وتخلّى عن الجمهورية، هيدا ميشال عون المنافق الذي لا يجب أن ننسى شروره…

أما وريثه جبران باسيل الذي يستنزف ما تبقى في شرايين عونه التسعيني لخدمة مصالحه وتعزيز سيطرته على التيار فيسوق النواب كالدواب إلى بيت الطاعة العونية – الباسيلية فيما هو يتنقل بين صفات المتهم والمشتبه والمدان في مخالفة كل الوصايا العشر، قتلاً، زنى، سرقة، اشتهاء مقتنى غيره، الإساءة لوالديه، عبادة المال وشهادة الزور، هذا عدا عن التعاليم والقيم الوطنية والإنسانية…

هذه الحالة لا علاج لها، حتى الممتعضون داخل التيار الذين يحكى عنهم عاجزون عن اتخاذ القرار الصحيح، فهذا التيار بني على زغل ودجل وتركيب الملفات واستقدام أصحاب الفضائح بدلاً من الفضائل للإمساك بهم وبولائهم تحت طائلة التنكيل بهم، ولكن ما من خفي إلا وسيظهر، لا شك بذلك، وستنكشف تلك الشبكة العونية العنكبوتية وتطيح معها بكل من تورط معها.

زر الذهاب إلى الأعلى