“عقل” فارغ المضمون

ان اللجنة الوزارية التي كانت مكلّفة في العام ٢٠١٨ بتأمين نقل مباريات المونديال، كانت تضم الرئيس سعد الحريري، والوزراء جمال الجرّاح، محمد فنيش والرفيق ملحم الرياشي، وقد تم التوقيع على عقد شراء حقوق البث الحصري (نعم الحصري) من الشركة لصالح الكابل (الديشات) ولصالح تلفزيون لبنان بقيمة ١٠ مليون دولار موزعة كما يلي:

4 ملايين دولار لينقل تلفزيون لبنان كل المباريات ارضياً وهذا ما حصل.

6 ملايين دولار مقابل شراء حقوق الكابل حتى لا يتكبد اللبنانيون من جيوبهم ثمن المشاهدة لbein كما يحصل اليوم.

كل ذلك تم وفقاً للأصول والعقود موجودة لدى المدعي العام المالي. ونال تلفزيون لبنان حقه بنقل وقائع المونديال، وتم دفع قيمة العقد من قِبَل شركتي ألفا وتاتش كراعيتين للحدث العالمي، وقد نَعِمَ الشعب اللبناني بمشاهدة كافة المباريات، وتمكن الرفيق الرياشي من نقل الصورة الى ابعد نقطة في كل لبنان، وليس كما هو محروم اليوم إلا من مشاهد جهنم البرتقالية.

والجدير ذكره ان الوزير الرياشي قد بادر من تلقاء ذاته الى زيارة المدعي العام المالي منذ سنتين، وسلّمه كافة المستندات المتعلّقة بالملف، إلا أن المدّعي العام أشار بحفظ الملف واعتبره قانونياً ولا يشوبه شائبة على اعتبار ان الدولة اللبنانية لم تخسر قرشاً واحداً من الخزينة ولم يلحظ اي نوع لا من الهدر ولا من الصفقات لا سمح الله.

الى هنا يبدو المشهد مألوفاً، إلا أن ما هو غير مألوف أن يقوم التافه المدعو وديع عقل ببث أخبار كاذبة بحق الوزير الرياشي وحده، متجاهلاً باقي أعضاء اللجنة وبخاصة سيده في المحور الإيراني الوزير فنيش، إضافة إلى أن المدعو عقل كان مستشاراً لوزير مكافحة الفساد آنذاك نقولا التويني، الذي لم يتخذ أي تدبير او إجراء، ولم يقم بتحويل أي ملف من ملفات الفساد الى المراجع القضائية المسؤولة، وذلك لا لشيء إلا لأن الفساد يُحيط به وبكل مَن حوله حيث تفوح رائحة المازوت والبواخر والتجنيس والفيول المغشوش والسدود ودير عمار والتهريب ونيترات المرفأ وغيرها من الملفات الدسمة التي تطول بها اللائحة.

باختصار، نتفهم صراخ المدعو وديع عقل بعد أن بات جنراله على قارعة التاريخ وفي غياهب النسيان.

وبعد فإن البوق قد يصدر عنه أصواتاً مزعجة أو قوية لفترة محدودة، إلا أنه يبقى خاوياً وفارغ المضمون، في حين ان شمس وزراء القوات اللبنانية مشرقة بشهادة العالم أجمع وليس بشهادة من تافه ومتَّهَم ومُفبرك شائعات… والسلام

زر الذهاب إلى الأعلى