وحوش تنهش البراءة

بقلم مارون مارون:

الفتى إيلي متّى، ١٦ سنة، إبن بلدة عقتنيت الجنوبية، جريمته أنه يعيش في وطنٍ بات فيه القتل مدعاة فخر، والقاتل طليق، والعقاب غائب، والقضاء قدر… نعم، إيلي ابن عائلة متواضعة، تعيش يومياتها بهدوء وسلام، وحيد في عائلته الى جانب شقيقتيه، هادئ الطباع، لم يتعرض لأحد في حياته ولم يتعرض له أحد، لا زال على مقاعد الدراسة، لسانه دافئ، اخلاقه حميدة، إلا أن كل ذلك لم يردع السفاحين، حملة السكاكين والخناجر من طعنه بما يزيد على 40 طعنة بجسده الندي بدون إنذار ولا سبب ولا تبرير…

جريمة هزّت لبنان، إلا أنها عجزت عن هز ضمائر الحكام، فإلى متى سيبقى الأبرياء يدفعون ثمن غياب العقاب…

نعم، بعيداً عن معزوفة حقوق الانسان الساقطة، نطالب برفع عود المشنقة للقتلة في ساحة عقتنيت الجريحة ليكونوا عبرة لسواهم، وإلا فإن كل فجر سيحمل اسماً آخراً وبريئاً آخراً وبلدة أخرى…

رحم الله إيلي ومنح الصبر لعائلته على هذه الفاجعة، وحمى لبنان الذي تحوّل وللأسف الى مسرح للقتل المجاني، وساحة للجاني… والسلام

زر الذهاب إلى الأعلى