يا سيد

المقاومة هي أن تثبت لأرضك أنك أنت من يفلحها، وأنت من يزرعها، وأنت من يحصد حقولها، ويعبد طرقاتها، ويبني حضارتها لتنافس الشمس، وأن تموت دون المساس بها وإن كان الغازي أبوك.

التقى الحجاج بن يوسف أباه على أبواب مكة يوم حاصرها ليسقط حكم عبدالله بن الزبير، ويفرض خلافة عبدالملك بن مروان على كل أقانيم المنطقة، سأله أبوه: وما أنت فاعل إن التقى سيفي بسيفك يا حجاج؟!

فأجابه الحجاج: أقتل من يحول بيني وبين ما أريد.

وأنت تدري أنه من قطيف.

عندما سقط أبوه يوسف الثقفي في القتال، احتضن الحجاج جسده وقال له ألم أقل لك ماذا أنا فاعل؟! ثم أمر بدفنه.

إنها الحرب يا سيد ولن تكون حجاجها..

“أنت جندي صغير فيها” وهذه قولتك.

أنت تعيب على شعب دفاعه عن أرضه وبيته وأهله وتاريخه ووطنه،

أفتظن أن ما قلته اليوم يقنع غير الحمقى؟!

يا سيد هذه الأرض لا تنكر أهلها، ولا تجمح بأي منهم.

لكنّها لفظت كل غريب غزاها.

وأنت أقبح الغرباء الذين غزوها.

فاهدأ وتذكر أنك لن تكون حجاجًا، ولا أبا جعفر المنصور، ولا حتى حافظ الأسد، ولا شارون، وكلهم قد طردتهم هذه الأرض بدمنا بجرحنا بجوعنا بصبرنا. بالموت الذي مهما تجنبناه حبًا بالحياة، يظل أرخص ما نقدمه لأرضنا التي قدمت لنا ترابها طعاما وبيوتا وحضارة وقبورًا، حتى نظل أعزاء في الأرض.

فتذكر.

زر الذهاب إلى الأعلى