القوات بين ثلاثة أجيال

شابات وشباب القوات اللبنانية والقضية عموماً، لم يعرفوا شهيداً وجهاً لوجه. شهداؤنا ماتوا قبل أن يولد أبناؤنا. وفي القوات اليوم ثمة من “كان هناك”، وجيلٌ سمعَ أو قرأَ ما حصل منذ ١٩٧٥. الجيلُ الجديدُ سيقرأ ما حصَلَ بعُيونِهِ لا بعيونِنا وبعقلِهِ لا بعقلِنا. وكل خوفي أن لا يجدَ هذا الجيل أبعاداً أخرى ويبقى مُكَبَّلاً بالأبعاد الفكرية والسياسية التي وصلَ إليها الجيلُ الذي سَبقَهُ. يجب أن نكونَ قد أَخْطأْنا في مكان. يجب أن نكونَ قد أَخَّرْنا مَساراً، وتَسَرَّعْنا بآخر. المهم أن يقرأَ جيلُنا الجديد ماضينا القريب والبعيد بعين النقد الأخلاقي، فلا يُقَدِّس ما قرأَ وسمِعَ ولا يَجْحَد ويَنْكُر تعبَ غيره ونِضالَه.

ستأتي ساعة ويموت كل من عرف الشهداء وعايشهم، وشاركهم مرارة تلك الأيام وحلاوتها. وستُطوى صفحتنا وصفحتهم. ولكن سنبقى وإياهم في كتابٍ مفتوحٍ لن يُغلقَ حتى تفتح السماء أبوابها. نحن هذا الجيل الذي شَهِدَ وشاهَدَ ولم يَستشهِدْ، منا من يحمل جُرْحاً من المعركة أو جُرْحاً في تكوينه النفسي، ومنا من أُصِيْبَ بالجُرحَين! هل تعرف يا جيلنا الجديد ما يدور في فكرنا؟ ابحثْ واسألْ، حتى “يطمئن قلبي”!

زر الذهاب إلى الأعلى