“القوات” لا تعوّل على الانهيار بل تشير إليه وتحذّر من المزيد

لأنه لم يعد جائزاً السكوت على ذر الرماد في العيون ولأنه في الملمّات يصبح السكوت تواطؤاً، بات لزاماً وضع الأمور في نصابها والإشارة إلى الإنهيار وأسبابه ومحطاته أصبحت واجباً وطنياً في وجه محاولات التملّص من المسؤولية التي يعتمدها حز ب الله والجوقة المرافقة في حفلات الزجل لادعاء سعي القوات اللبنانية إلى مزيد من الإنهيار من أجل “شعبية مجبولة بمعاناة وفقر اللبنانيين وتدمير الإقتصاد”، كما جاء في ختام مقالة بتوقيع الكاتب قاسم مرواني على موقع “المدن”.

أما في شأن سعي القوات اللبنانية للإنهيار فهذا كلام كذب تدحضه الوقائع والخطوات المؤلمة التي قامت بها القوات للحؤول من دون الإنهيار وحرصها الدائم على تعزيز سلطة الدولة على مواردها وتحذيرها من الممارسات التي أدّت في نهاية المطاف إلى المصير المحتوم وذلك توازياً مع تحذيرات الخبراء الماليين والإقتصاديين من نهج المحاصصة والزبائنية وإتخام الدولة بجيش من الموظفين العاطلين عن العمل وإنهاك خزينة الدولة برواتب المحاسيب كسباً لشعبية منفوخة من أصوات انتخابية بدت وكأنها تلحس المبرد لتذهب تحذيرات القوات أدراج رياح الإنهيار، فبأي منطق تتوجّه التهمة للقوات بأنها تعوّل على الإنهيار؟

ولأن العطب في النهج الزبائني الذي اعتمدته السلطة منذ أكثر من ثلاثة عقود والذي استفحل مع دخول التيار الوطني الحر “جنّة” الحكم ليحوّل لبنان إلى جنّة التهرب الضريبي والجمركي والتهريب عبر الحدود للمواد المدعومة وغير المدعومة بطوابير قوافل على مرأى القوى المولجة تطبيق القوانين وبحماية المسيّرات الأرضية فيما طوابير اللبنانيين تنتظم على محطات الوقود وأفران الخبز وكل ذلك لتوسيع قاعدة المستفيدين من غياب المساءلة وتعميم فساد السلطة على المواطن بفتات فساد يؤمن لها شعبية بأصوات مجبولة بخرق القوانين على حساب أصوات أنين الغالبية العظمى من اللبنانيين التواقين لدولة ترعى شؤونهم وحقوقهم، وهؤلاء منحوا أصواتهم المجبولة بأحلام الدولة للقوات اللبنانية وسائر القوى السيادية والإصلاحية أو امتنعوا عن التصويت.

لقد بلغت وقاحة الحزب ومنظومته حدّ اتهام القوات اللبنانية بالتعويل على الإنهيار، والتركيز على القوات ترهيباً كأكبر الأحزاب التي تواجه هذه السلطة يرافقه الضغط على القوى المعارضة ترغيباً لاستمالتها بأساليب بروباغندا لا يصدقها عاقل ولا حتى جاهل، ويدّعون بطولة خرق الحصار الأميركي المزعوم للتغطية على ما ارتكبه سلاحهم وفسادهم من عزل لبنان عن محيطه العربي والمجتمع الدولي، وما اعتماد المؤسسات الدولية على تقديم المساعدات مباشرة للمواطنين من دون المرور بمؤسسات الدولة سوى دليل على الثقة المفقودة بهذه السلطة، فعبثاً تحاولون التبرؤ من جريمتكم بحق لبنان فزمن “غوبلز” انتهى وقد اعتقدنا في زمن ما بأن كذبكم سيء حتى اكتشفنا حقيقتكم الأسوأ وكان الثمن كبيراً ومؤلماً ومكلفاً لا تحتمله الدول الكبرى فكيف الحال بمزرعة من العالم الثالث، هذا الإنهيار هو الوسيلة الوحيدة ل “ح ز ب الله” ومنظومته للبقاء على قيد الحياة، فشعب يتمتع بكامل حقوقه لا يمكن أن يرتضي هذا التخلّف. أما القوات اللبنانية فلا تعوّل على الإنهيار بل تعاني منه مثل سائر اللبنانيين الذين لا مصلحة لهم سوى في بناء دولة بمواصفات رجال دولة لا تشبه مواصفات العصابة الحاكمة، وتحذّر اليوم من انهيار أسوأ في حال استطاعت هذه المنظومة تجديد عهدها الأسود ولذا تدعو القوات جميع القوى المعارضة لمنع هذا الأمر وتضع قوّتها وقواتها في خدمة وحدتهم لتغيير هذا المسار الإنحداري.

زر الذهاب إلى الأعلى