وجود القوات جوهري… الباقي تفاصيل!

لا يمكن للقواتيين إلا أن يغتبطوا للثقة المستحقة من الشعب اللبناني والتي حصدتها في أكبر كتلة نيابية وذلك نتيجة مسيرتها السياسية وعلى الرغم من المواجهة القاسية التي خاضتها في وجه حملات عادلة ومتوقعة ومبرَّرَة في قسم منها والتي قادها “ح ز ب” الله وحلفائه من جهة، ومواجهة غير عادلة اضطرت لخوضها في وجه أطراف متعددة تصنّفها القوات في خانة الاصدقاء التي لا يجوز التعامل معها كما لو أنها العدو.

لم نكن نتوقّع أن يتعامل سائر الأفرقاء مع الأمر الواقع الذي أفرزته نتائج القوات في الإنتخابات النيابية على أنها الأكثرية النيابية وبفارق شاسع عن الكتل النيابية المعارضة وقوى التغيير والمستقلين، وأظهرت القوات استعدادها للتعامل مع تلك القوى المعارضة من الند للند بمعزل عن لعبة الأحجام ووضعت تكتلها النيابي الأكبر في خدمة جوهر القضية الأساس في مواجهة المنظومة الحاكمة وذلك وسط استهجان ورفض واعتراض القواتيين بصريح العبارة، إنما تواضع القوات لم يؤدِّ حتى الآن إلى النتائج المرجوة.

هذا الدور الذي تؤدّيه القوات لا يجب وضعه في خانة التنازلات بل في خانة التضحية في الشكل حفاظاً على المضمون والثوابت والأهداف في رفع هيمنة “ح ز ب” الله على المؤسسات والمواقع الرئاسية أو الحد منها على أقل تقدير، وإذا كانت الرئاسة الثانية قد آلت إلى محور الممانعة كنتيجة طبيعية، فالهدف اليوم هو سحب الرئاسة الأولى والرئاسة الثالثة من يد فريق المنظومة الحالية، وسيبقى المسعى القواتي قائماً في الإتجاه القائم الآن مهما تطلّب الأمر من تضحية، فإذا نجحت القوات ينجح لبنان وشعبه، وإذا فشل المسعى تكون القوات قد قامت بواجبها وأكثر.

أما عن دور القوات وجوهر وجودها، فالعودة إلى تاريخ القوات يؤكد أنها لا تستطيع أن تكون إلا بهويتها ومهمتها كصمام أمان مقاوم دفاعاً عن لبنان بجهوزية دائمة لصدّ أي محاولة للسلاح غير الشرعي للقيام بغزوة هنا أو هناك، ولسنا بحاجة لتقديم براهين يومية، فالأمس القريب يشهد أن القوات هي القوة الوحيدة المصممة على مواجهة الإحتلال، وفي هذا المجال لا يحتاج القواتيون إلى دعوة للدفاع عن أرضهم ولو كره الكارهون.

هذا هو جوهر وجود القوات اللبنانية… الباقي تفاصيل!

زر الذهاب إلى الأعلى