“بدنا وفينا”… وإعادة تكوين السلطة!

أطلقت القوات اللبنانية شعار “بدنا وفينا” في حملتها الإنتخابية ولكنها لم تكتفِ ولم تقف عند هذا الشعار بل أرفقته بكلام عن إعادة تكوين السلطة ووضعت الإنتخابات النيابية في خانة المحطة الأولى تليها انتخابات رئاسة الجمهورية ومن ثم تشكيل حكومة جديدة تعكس نتائج الإنتخابات النيابية وتستكمل عملية التغيير التي نجحت في انتزاع الأكثرية من محور “٨ أذار”، وتحديداً استطاعت القوات اللبنانية حصد أكثرية نيابية وشعبية رغم الحصار الذي تعرّضت له متفوقة على التيار الوطني الحر رغم الدعم الذي مُنح له فتكون القوات قد أدّت قسطها للعلى على الجبهة التي توّلتها.

يتناول البعض شعار “بدنا وفينا” للحرتقة على القوات بعد نتائج الإنتخابات متحاملين ومتجاهلين بأن القوات قد طبّقت هذا الشعار قبل إطلاقه، فهي “بدا وفيا ونفّذت” تطبيق القوانين والنهج الإصلاحي وممارسة الشفافية وتقديم خدمة راقية للمواطن في الوزارات التي أسندت إليها وذلك باعتراف الجميع، القوات “بدا وفيا ونفّذت” عدم الرضوخ للسلاح غير الشرعي وواجهته قولاً وممارسة في المؤسسات كما في الشارع، وحيث تكون القوات سينطبق عليها شعارها.

أما بيت القصيد “التريبلكس” فقد تم التأسيس للطابق الأول منه في “أم السلطات الدستورية” أي في البرلمان وتسعى القوات لترتيب البيت النيابي وتنظيم العلاقة بين سكانه للإتفاق على المحطة الثانية في إعادة تكوين السلطة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية يتراوح انتماءه بين الوسطية كحدّ أدنى وسمير جعجع كأمل مرتجى كي ينتهي العمل في الطابق الثاني مع التأكيد بأن زمن هيمنة المحور السوري-الفارسي على بعبدا قد ولّى.

الخطوة الثالثة والأساسية في إعادة تكوين السلطة تكمن في تشكيل الحكومة الأولى في العهد القادم، وعندها طبعاً ستسمّي القوات رئيساً مكلّفاً للحكومة وستشارك في الجهود وستمارس أكثريتها، أما كل ما يجري تداوله اليوم ما هو إلا اللعب في الوقت الضائع، والقوات لا تحب اللعب والشعبوية والضحك على الذقون.

زر الذهاب إلى الأعلى