طموحات روسيا تتراجع في أوكرانيا بعد الخسائر غير المتوقعة

على الرغم من المقاومة الصلبة التي يبديها الشعب الأوكراني، والخسائر الفادحة في صفوف القوات الروسية، إلا أن ليس هناك ما يشير إلى أن الحرب ستنتهي قريبا، حيث يرى خبراء أنه حتى لو فشل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السيطرة على البلاد، يمكنه أن يواصل الهجمات الوحشية على المدن الأوكرانية.

خسرت روسيا مئات الدبابات، والعديد منها شوهدت وهي محترقة أو متروكة على جانبي الطرق، كما أن عدد القتلى الروس يفوق عددهم خلال الحملات العسكرية السابقة.

ومع ذلك، وبعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على اندلاع الحرب، وبعد فترة طويلة من انتهاء هدف بوتين المبدئي المتمثل في تغيير النظام في أوكرانيا، لا يزال للجيش الروسي اليد الطولى، وفقا لأسوشييتد برس.

يحذر محللون عسكريون من أن القوات الروسية، بفضل قوتها الكبيرة ومخزونها من الذخائر، يمكن أن تقاتل من أجل أي شيء قد يخطط له بوتين، سواء من خلال الاستفادة من تسوية عبر المفاوضات أو تدمير المدن الأوكرانية بشكل هائل.

يقول مايكل كلارك، الرئيس السابق لمعهد رويال يونايتد للخدمات، وهو مركز أبحاث دفاعي مقره لندن: “ستكون غريزته (بوتين) دائما هي المراهنة على المضي قدما، لأنه أوقع نفسه في فوضى مروعة وخطأ استراتيجي فادح”.

تشن قوات بوتين في أوكرانيا أكبر حملة عسكرية مشتركة لروسيا وأكثرها تعقيدا منذ احتلالها برلين عام 1945.

كان الهدف الأولي الذي أعلنه بوتين في خطاب تلفزيوني يوم 24 فبراير مع بدء الغزو، هو “نزع السلاح” عن أوكرانيا وإنقاذ شعبها من “النازيين الجدد.

استخف بوتين بالمشاعر الوطنية والمهارات القتالية التي اكتسبها الأوكرانيون على مدى السنوات الثماني الماضية من جراء محاربة الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق البلاد.

يقول الباحث في شؤون الأمن الروسي ديمتري غورنبرغ إن الروس اعتقدوا في البداية أنهم “سينصبون حكومة موالية لروسيا ويعلنون النصر”.

ويضيف أن هذه “كانت إلى حد ما الخطة الأساسية لهم، ولم يكن لديهم حقا خطة بديلة.”

تمثلت خطة روسيا في مهاجمة أهداف عسكرية أوكرانية رئيسية والزحف سريعا إلى كييف، لكنها فشلت نتيجة الدفاعات الأوكرانية الحصينة وأيضا الأخطاء التي لا حصر لها والفشل التنظيمي الذي عانت منه القوات الروسية.

يؤكد كلارك أن القوات الروسية باعت معدات اتصالات ووقود من المركبات العسكرية للسكان المحليين خلال الأسابيع التي سبقت الغزو وعندما كانت تتحشد على حدود أوكرانيا.

ومع عدم وجود ترحيب شعبي لهم، عادت القوات الروسية إلى تكتيكات هجماتها السابقة في سوريا والشيشان، بإلقاء القنابل الصواريخ على المدن والبلدات، مما أدى إلى فرار الملايين من الرجال والنساء والأطفال.

وفقا لأسوشييتد برس فإن قوات بوتين في وضع يمكنها من الاستيلاء على ميناء ماريوبول المحاصر.

وبشكل عام، يبدو أن الروس يقاتلون الآن من أجل تحقيق ثلاثة أهداف هي: محاصرة كييف، وتطويق المقاتلين الأوكرانيين المنتشرين في الشرق، واقتحام مدينة أوديسا الساحلية الرئيسية في الغرب، وفقا لمايكل كوفمان، الخبير في الشؤون البحرية.

يقول مراقبون يتتبعون خسائر القوات الروسية التي تم توثيقها بمقاطع الفيديو أو الصور، إن موسكو فقدت أكثر من 1500 دبابة وشاحنة ومعدات ثقيلة أخرى، معظمها تركت في ساحة القتال أو استولى عليها الأوكرانيون مما يؤكد وجود اخفاق على صعيد تعامل الجنود الروس مع الحرب.

زر الذهاب إلى الأعلى