هل يصبح الشارع آخر الدواء؟

يؤكد اللبنانيون دائماً توقهم للحرية التي وزّعوا مبادئها وشعائرها وعاشوا في كنفها ودفعوا الأثمان في مواجهة الغزاة والطغاة واحتضنوا في جبالهم الوعرة ووديانهم العميقة جميع الساعين خلف الحرية هرباً من الظلم والإستبداد في بلدانهم، طوّعوا الصخر والبور من دون أن تتمكن أي قوة من تطويع حريتهم…

يخطئ من يعتقد بأن الشارع سيبقى على الحياد في المعركة ضد الفساد الذي ينهك معيشتهم والسلاح الذي يطوّق حريتهم بانتظار التطبيع مع الأمر الواقع الذي لم يحصل منذ بدء التأريخ على الرغم من جميع الإحتلالات التي شهدها لبنان بالصيغ المتعددة التي عاشها بين الإمارة والولاية والمتصرفية والإنتداب ومن دون الأقضية الأربعة ومعها، دائماً ما كان هناك كيان حرّ يمتد إلى الساحة الوطنية حيناً وينكفئ إلى الوعر أحياناً ولكنه دائماً ما كان موجوداً…

وعلى الرغم من الحروب التي شهدتها المساحة اللبنانية، لا يتميّز الشعب اللبناني بنزعة العنف والإقتتال ولم تكن تلك الحروب والنزاعات المسلحة الكثيرة إلا آخر الدواء عندما كان يصبح عليهم الإختيار بين سلمهم وأمنهم أو حريتهم فكانت تفوز الحرية دائماً حرباً أو سلماً، على ساحة وطن أو بحجم مغارة في الجبال أو على مساحة زنزانة…

نريد الأمن والسلم والحضارة والإنفتاح والعيش الكريم والحرية معاً، التطبيع لن يمرّ والإضطهاد لن يستمر!

زر الذهاب إلى الأعلى