“القوات” والناس الذين ليسوا على دين ملوكهم

بعض الوقائع تحتمل الفرح والحزن في آن. عندما يقول قائلون ” لا نقبل أن يكون سمير جعجع زعيم السُنّة”، يستدعي هذا المنطق المخطئ وهذا التجني، الحزن والمرارة.

ثم تأتي الانتخابات النيابية لتؤكد أن ناس السُنّة، لهم رأي آخر بالقوات اللبنانية. الفرح الكبير هنا، ليس فقط لأن ناس السُنّة ليسوا على دين بعض ملوكهم، بل لأن الانسجام السياسي بين القوات اللبنانية والرأي العام السني، بدأ حيث يجب ان يبدأ ليكون متيناً وصادقاً، بدأ من القواعد الشعبية، ما سيفرض على القيادات أن تأخذ بالاعتبار الواقع الجديد، على حساب النوازع الشخصية التي ضخت مقولة محاولة جعجع مصادرة الموقف السُني! الواقعة الحزينة الثانية محاولة “الحزب” منع أي علاقة بين رأي عام شيعي والقوات اللبنانية.

تهديد المرشحين وجبرهم على الانسحاب من اي تحالف سياسي وانتخابي، يطرح سؤالاً خطيراً. هل انتهت حظوظ العودة الى روح الطائف ونصوصه؟ قيادات سُنية وثنائي الحزب وحركة أمل، يمنعون التواصل بين ناسهم والقوات اللبنانية، ومن هي القوات اللبنانية؟ هي هذا الحزب الذي لولاه لما أبصر الطائف النور. وهي التي تمسكت به بعدما شوَّه تطبيقه النظام السوري. وهي التي تمد اليد كل يوم لإنقاذه، فيحاول “الحزب” قطع يد التواصل، وتدير بعض القيادات السُنية ظهرها لليد الممدودة!

المعركة الصغرى انتهت، والمعركة الكبرى بدأت بعد صدور نتائج الانتخابات. خطة التعافي الاقتصادي عنوان فرعي رغم كل المآسي الحالية، والعنوان الكبير هو استرداد دور لبنان، وما يحتاج الى ايضاح في القريب العاجل: هل الطائف هو شعار المعركة ام فات الأوان لأن يد القوات اللبنانية لا يمكنها أن تصفق وحدها؟​

زر الذهاب إلى الأعلى