بعد الاعتداء عليه من شرطة المجلس… حمدان وبري وجهاً لوجه على منصة البرلمان

انتهى صخب الانتخابات النيابية ليخضع النواب المنتخبون لامتحانهم الأول، والمتمثل بانتخاب رئيس جديد لمجلس النواب ونائبه وأعضاء هيئة المكتب، وسط سقوف سياسية عالية، من قبل المعارضين للرئيس نبيه برّي سياسياً.

ومعلوم أن هيئة مكتب المجلس تتألف من رئيس ونائب رئيس وأميني سر وثلاثة مفوضين. وبحسب المادة الثانية من النظام الداخلي للمجلس، يجتمع مجلس النواب بناءً على دعوة أكبر أعضائه سناً وبرئاسته لانتخاب هيئة مكتب المجلس في أول جلسة يعقدها بعد تجديد انتخابه، وذلك في مهلة أقصاها 15 يوماً من بدء ولايته. ويقوم بأمانة السر أصغر عضوين سناً من الحاضرين. وإذا تعذر حضور أكبر الأعضاء سناً يرأس الجلسة أكبر الأعضاء سناًّ من الحاضرين.

وكما بات معلوماً قانونياً، من المقرر ان يدعو رئيس السنّ أي الرئيس نبيه بري خلال 15 يوماً من تاريخ انتهاء مهلة المجلس، أي 22 أيار، إلى عقد جلسة لانتخاب رئيس جديد للبرلمان. وفي ظل غياب مرشحين منافسين له، بات مؤكداً أن بري سيكون رئيساً لمجلس النواب لولاية سابعة، وهو الذي تربّع على عرش البرلمان منذ العام 1992.

يقوم رئيس السن، أي بري، بتلاوة كتاب وزير الداخلية عن نتائج الانتخابات، ويحدد وفق تراتبية محددة النواب الثلاثة الأُول الأكبر سناً ومن ثم النائبين الأصغر سنّاً، ليتم اختيارهما كأميني سرّ مؤقتين لمساعدة رئيس السن في الجلسة وأحدهما النائب الياس المر.

ثم تتلى المواد المتعلقة بانتخاب رئيس المجلس وأعضاء هيئة مكتب المجلس. وتوزع الأغلفة والأوراق على النواب لانتخاب رئيس المجلس عبر صندوق الإقتراع السري.
وتعتبر كل ورقة لا تحمل اسم نائب في البرلمان ملغاة. على غرار ما جرى في الـ2018، عندما أعلنت النائبة بولا يعقوبيان أنها كتبت اسم نادين لبكي، لتُلغى الورقة بسبب عدم وجود نائب اسمه لبكي.

المشهد في الـ2022 سيختلف كلياً عما كان في الـ2018. إذ إن رئيس السنّ هذه المرة هو رئيس المجلس نفسه، وهو سيدعو إلى إعادة انتخاب نفسه، فيما الأصغر سناً، والبالغ من العمر 33 عاماً، هو النائب فراس حمدان، الذي كان ثائراً في الساحات وعلى أبواب المجلس منذ انتفاضة 17 تشرين، وأصيب برصاص شرطة المجلس، وتعرض لإصابات بليغة، سيعاون كبير السنّ في العملية الانتخابية، في مشهد يفوق الواقع، حيث تلتقي هامتان، تمثلان صورة لبنان الحالي. واحدة تمثل الطبقة السياسية والأفكار التقليدية، وأخرى ثائرة على التقاليد البالية وتحلم لبنان الجديد ولبنان المستقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى