ماذا يعني انتصار “اوعا خيّك” في المتن؟

كثر الرابحون والخاسرون في هذه الانتخابات، ولفوز ابراهيم كنعان وملحم الرياشي في المتن معنى ورمزيّة.

في عزّ “القصف” بين التيّار الوطني الحر والقوات اللبنانيّة، التزم كنعان والرياشي سقف التخاطب الأخلاقي. حاكا العقول أكثر من الغرائز. لا استغلّا شهداء، ولا حرّضا على سقوط المزيد منهم.

حورب كنعان من داخل التيّار الوطني الحر الذي حوّل معركته في المتن الى معركة فوز ادي معلوف وإسقاط الرياشي، متناسياً دور كنعان التشريعي والمالي والرقابي، وحتى “التيّاري”.

معيبٌ، بحقّ “التيّار”، أن يربح كنعان بفضل الحواصل لا الأصوات التفضيليّة. هو الصورة الأجمل لما بقي من “تيّار” حمل لواء محاربة الفساد والإصلاح والتغيير. هو الصورة الأجمل لما نريده من مجلس نوّاب يشرّع ويراقب ويحاسب، بدل البهلوانيّات والشتائم والعراك اللفظي والجسدي.

كان على الحزبيّين أن يدعموا أفضل ما عندهم، بدل أن يحاربوا أفضل من عندهم.

أما الرقم الذي حقّقه الرياشي فيشكّل درساً لكثيرين. الهادئ والرصين يمكنه أن يحقّق الفوز، ولو قال شعراً ووعظاً، لا تجييشاً وتهيبجاً وتهريجاً.

وكانت محاولة لإسقاط ودفن ما تبقّى من “اوعا خيّك”، ولكن انتصر هذا الثنائي الذي صنع في يومٍ من الأيّام اجمل مصالحة أسقطتها المصالح والأنانيّات، ودمّرها الحقد الذي ظهر في أسوأ صوره في الأسابيع الماضية على لسان الشتّامين والمستغلّين.

حين تريدون إحصاء من ربح وخسر في الانتخابات، لا تنسوا، أرجوكم، تعداد “أوعا خيّك” بين الرابحين. مبروك مستحقّة.

زر الذهاب إلى الأعلى