نعيم قاسم: لانتخاب رئيس حتّى تبدأ المؤسّسات الدستورية بالاهتمام بتشكيل حكومة

أشار نائب الأمين العام لـ “الحزب” الشيخ نعيم قاسم في كلمة، خلال حفل افتتاح مجمع أهل البيت – في بيروت، إلى أن “وضعنا صعب، سواء على المستوى الاقتصادي أو القانوني أو الاجتماعي، والأحوال تتدهور يوماً بعد يوم أكثر فأكثر، والسبب المركزي أن المسؤولين والمعنيين في لبنان – وفي هذه المرحلة بالتحديد النواب – لهم مسؤولية استثنائية في العمل لإنقاذ البلد بالاجتماع لانتخاب رئيس حتى تبدأ دورة المؤسسات الدستورية بالاهتمام بتشكيل حكومة، ثم بعد ذلك يتم وضع برامج انقاذية وإصلاحية تتشارك فيها الحكومة والمجلس النيابي لنصل إلى الخطوات الأولى للخروج من هذا النفق الكبير الذي وقع فيه لبنان”.

أضاف: “يجب أنَ نعلم أنّ هذا المجلس النيابي هو خيار الشعب، ولا يستطيع أحد الآن أن ‘ينظِّر’ علينا بأنَه من خارج المجلس النيابي، آراؤه لها ثمر ولها قيمة ولها فعالية، نعم هو يستطيع أن ينصح يستطيع أن يقدم أشياء كثيرة، لكن في النهاية القرار لانتخاب الرئيس من خلال النواب الـ128. بدأت تتجه الأنظار إلى هؤلاء، كفى أحلاماً بأن البعض يمثل أكثر من البعض الآخر أو هو أفضل من البعض الآخر”.

وتابع: “كل نائب في المجلس النيابي، بحسب التعريف، هو نائب عن كل لبنان، وكل نائب في المجلس النيابي وزنه داخل المجلس متساوٍ مع الآخرين بحسب الموقع النيابي، والعبرة تكمن في علام يجتمع النواب؟ وأين تكون الأكثرية النيابية لانتخاب الرئيس وفق الدستور؟ عندما يحصل هذا الأمر، يعني أنَ الخيار الشعبي بحسب النظام المعتمد قد تحقق بالأكثرية النيابية لانتخاب الرئيس. أما التباكي على ما وصل إليه لبنان فلا يبرئ أحداً من المسؤولية، والمسؤولية اليوم هي بالدرجة الأولى إنقاذ البلد بانتخاب الرئيس”.

وأردف: “من يركِز على الشكوى وإظهار الألم في الواقع المنهار، ولا يعمل، ويعطِل عمل الآخرين، ويتصرف بسلبية ويعمل على تعطيل البلد بمؤسساته، وتعطيل انتخاب الرئيس لأنَه ليس على شاكلته أو لا يرضيه، فهو مسؤول عن المزيد من التدهور الذي يحصل في لبنان ومسؤول عن استمرار آلام الناس وجوعهم”.

وقال: “نحن أمام مجلس نيابي جديد، واليوم لا يوجد في البلد موالاة ومعارضة، مع عدم وجود حكومة وغياب رئيس للجمهورية. تحصل الموالاة والمعارضة عندما تتشكل حكومة جديدة بعد انتخاب الرئيس فيدخل أشخاص إلى الحكومة ويكون آخرون خارجها. يقولون من كان داخل الحكومة هو موالاة والذين هم خارج الحكومة هم معارضة. نسمع اليوم البعض يقولون نحن معارضة، معارضة لمن؟ الآن النواب سواسية، فلا موالاة ولا معارضة وعليكم أن تتحملوا المسؤولية”.

أضاف: “جرَب بعض السياسيين ممن يدَعون السيادية التحريض على الوطنيين الذين سجلوا ملاحم البطولة وحققوا التحرير في الأرض والبحر وطردوا إسرائيل وداعش وقاموا بأعمال رفعت من مَقَام لبنان وعزته وشرفه وكرامته. هؤلاء الذين يعترضون على هذه الفئة لم يتمكنوا من جمع العدد الكافي للانقلاب، إذا، عليهم أن يعرفوا أنَ حجمهم في البلد هو هذا الحجم الذي هم عليه، ولا يستطيعون تغيير المزاج العام للناس الذي يريد المقاومة والقوة، ويريد أيضا أن ينقذ البلد بالمؤسسات الدستورية بالشكل الطبيعي من دون إدخال عناوين أخرى”.

وتابع: “استعانوا بالأجانب علَهم يستقوون علينا، وتبيَن أنَ هؤلاء الأجانب لا يستطيعون فعل ذلك، فما الحل؟ أقول لهم: الحل أن تعودوا إلى خيارات الشعب من خلال المجلس النيابي المسؤول والممثل للشعب ليتصدى ويقترح وينافس فينجح في خيارات ويفشل في خيارات أخرى لكن يقوم بواجبه، أما أن تكون السياسة المعتمدة هي التعطيل للمؤسسات وللانتخاب، مع مثل هذا المجلس النيابي المتنوع، يعني أنكم تتحملون مسؤولية إطالة الأزمة. نكرر دعوتنا مرة جديدة: إذا أردتم الحوار فتعالوا نتحاور، إذا أردتم أن نناقش الخيارات، فتعالوا لنتناقش معاً، ثم عندما نختلف، نذهب وإياكم كل منا ويحمل مرشحاً ويصوِت له في المجلس النيابي، لكن على قاعدة أن ينطلق البلد لا على قاعدة أن يبقى كما هو”.

وختم: “عندما حصل الاتفاق السعودي – الإيراني عبر بكين، نحن عبَّرنا عن راحتنا واعتبرنا أن هذا الاتفاق جيّد، بعضهم فوجئ بذلك، هل غيّر الحزب طريقته أو تعامله؟ أبدا لم نغيِر. نحن نتمنى أن يتفق كل من هم في هذه المنطقة مع بعضهم وأن يكون العدوّ الحقيقيّ الوحيد هو إسرائيل ومن معها، والباقي إذا كانت هناك خلافات، فنحن ندعو إلى معالجتها بالطريقة المناسبة للوصول إلى التعاون المشترك لأنَنا بحاجة لبعضنا ولا يستطيع أحد أن يغير الجغرافيا ولا المواطنين في بلد من البلدن، فليخرجوا من هذا الفكر الإلغائي، ولنقتنع بأن نكون دولة مستقلة لها خصوصيتها ولها قراراتها وتتعاون الدول مع بعضها للوصول إلى النتيجة الأفضل”.

زر الذهاب إلى الأعلى