
بقلم مارون مارون: حرفوش يفقد اتزانه
إن الخطوة التي أقدم عليها رئيس بلدية جزّين خليل حرفوش، المنتمي إلى ما تبقّى من التيّار الوطني الحر، والتي تمثّلت بتقديم الشكر للسيّد أمل أبو زيد على خلفية تمويله أعمال صيانة وإنارة بعض الشوارع في المنطقة، هي أقل ما يكون تجاه عمل مُبارك ومشكور، بغض النظر عن مَن قام به، إلا أن التساؤل الذي يفرض نفسه هو، إذا كان لا بد من الشُكر، فليكن على قَدَمِ المساواة، وليشكر حرفوش “القوات اللبنانية” أيضاً على كل مساهماتها ومشاريعها وإنجازاتها التي لا تُحصى في المنطقة، أما أن يقوم حرفوش بتخصيص أبو زيد بالشكر منفرداً على عمل بسيط قام به، وغض النظر عن أعمال عملاقة على مستوى منطقة، فهو إن دل على شيء فهو يدل بوضوح على نهج رديء وتفكير عقيم وأسلوب انتقائي وممارسة متخلّفة كي لا نقول كيدية واستفزازية على قاعدة “اقتربت خاتمتي”، والإنتخابات البلدية وإن تأخرت فهي لا شك حاصلة، وهي مرآة للإنتخابات النيابية، وبالتالي “يا رايح كتّر القبايح”…
ولكي نفهم خلفية ما قام به حرفوش علينا العودة إلى مسرح الوقائع الدامغة والأدلة الثابتة التي زادت في فقدان اتزانه الذي يُفترض توافره بالحد الأدنى في شخصية كل إنسان يتعاطى الشأن العام، وعليه نورد لكم الدوافع التي على أساسها مدح حرفوش المرشّح الراسب أبو زيد وتغاضى عن شكر حزب عريق يمتد على مساحة الوطن والإنتشار، وتتلخص بما يلي:
اجتياح القوات اللبنانية والمعارضة للمقاعد النيابية الثلاثة في جزّين، وتجريد التيّار الوطني الحر من أي صفة تمثيلية في المنطقة، وإسقاط النائب زياد أسود، كما إسقاط مستشار رئيس الجمهورية آنذاك المرشّح أمل أبو زيد، ومعهما تم إسقاط مرشّح الممانعة النائب إبراهيم عازار، وبالتالي قادت القوات اللبنانية انقلاباً ديمقراطياً عبر معركة استرداد جزّين وإعادتها إلى حضن الوطن والى خارطة الإنماء والتنمية، بعدما أمعن نوابها السابقون في أخذها إلى خيارات لا تُشبهها ولا تُشبه أهلها على كافة المستويات.
نعم، قال أبناء جزّين ومنطقتها كلمتهم، وعاقبوا مَن عاقبهم، وواجهوه في صناديق الإقتراع، ما أفقد حرفوش وتياره صوابهم، فاغتنم الفرصة لرد اعتباره، وأي اعتبار؟ فهو استرد إنارة جهاز على عمود كهربائي، فيما القوات اللبنانية استردت جزءاً من الوطن، يُدعى جزّين الأبية، والفارق بُعد الأرض عن السماء… والسلام.