باسيل وجراح الحرب

أوّل ما يحضر إلى أذهاننا هو سلوكيّات رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل وغرامه الدائم بنبش مواضِع معيّنة في الحرب الأهلية، واقتطاعها من سياقها لخدمة مآربه الخاصّة والضيّقة، وضرب صورة الخصوم وإظهارهم وحدهم في صورة المجرمين والقتلة.

ليس الأمر قاصراً على هجماته ضدّ رئيس حزب القوّات اللبنانية سمير جعجع. فمن ينسى حادثة قبرشمون حيث نبش القبور، وخطابه في منطقة الكحّالة، والتّلويح الدائم بالذّكريات المريرة لحرب الجبل، سواءً بلسانه أو على ألسنة قيادات عونية مثل غسان عطالله. تلك الذكريات التي بذلت الكنيسة المارونية جهوداً مُضنية لطيّ صفحتها. لكنّ الأهداف الانتخابيّة الضيّقة حتّمت العودة الدائمة إليها، فمنْ تنْقُصه الحُجّة يذهب إلى استحضار الدّماء لشحن المشاعر المذهبية والطائفية للتغطية على عوراته السياسية.

زر الذهاب إلى الأعلى