انقسام لبناني حول الجيش بسبب القارب الغريق

أعاد غرق قارب الهجرة غير الشرعية قبالة السواحل اللبنانية والذي انطلق من مدينة طرابلس وعلى متنه أكثر من ستين مهاجراً، فتح النقاش حول دور الجيش اللبناني ومسؤوليته في الحادث.

إدّعى عدد من الناجين بأن زورق خفر السواحل اللبنانية قد تعمد الاصطدام بقاربهم وإغراقه متسبباً بسقوط عدد من الضحايا، كما زعم بعض الناجين بأن أحد عناصر الجيش اللبناني صرخ بهم “بدنا نقبركن” أثناء إغراق مركبهم.

لكن الجيش اللبناني صرّح في مؤتمر صحافي بأن قائد المركب غير الشرعي، لم ينصع لأوامر الجيش بالتوقف وحاول المناورة للهرب بعيداً عن خفر السواحل وقام بالاصطدام بمركبهم مرات عدة ما تسبب بغرقه، خصوصاً وأن حمولة القارب كانت فوق الحد المسموح به بأضعاف.

وشهدت شوارع طرابلس حالة من الغضب والغليان، محملة الجيش اللبناني مسؤولية إغراق المركب، ورأى المحتجون أن حرمان مدينة طرابلس ليس فقط من قبل الطبقة السياسية، بل أيضاً من قبل المؤسسة العسكرية، مسترجعين انفجار التليل الذي أودى بحياة عدد من المواطنين أثناء توزيع الجيش لمادة المازوت عليهم.

من جهة أخرى، انبرى لبنانيون للدفاع عن الجيش اللبناني، باعتبار أن المؤسسة العسكرية مقدسة، رافعين شعار الجيش دائماً على حق، وأنه منفصل عن السلطة السياسية، ودافع هؤلاء عن الجيش باعتبار أن البديل هو سيطرة مطلقة للحزب.

ورأى هؤلاء أن الجيش اللبناني لم يفعل غير القيام بواجبه في تطبيق القانون، ويجدر بالمواطنين الذين يطالبون بدولة المؤسسات الوقوف خلف الجيش، وما حدث في طرابلس هو أن الجيش حاول منع مركب من الهجرة غير الشرعية المخالفة للقانون وهو ما لم تكن أي دولة ستتساهل معه أو مع اللاجئين الواصلين إلى أراضيها.

واعتبر هؤلاء أن الهجوم على الجيش سياسي، وهو يحرف الأنظار عن المرتكب الحقيقي للجريمة، وهم أولاً المهربون الذين يغررون بالمواطنين لركوب قوارب الهجرة ويضعونهم في مواجهة الموت عبر ملء قواربهم بأعداد تفوق قدرة تلك المراكب على حملها. ويحمّل هؤلاء الدولة، في المقام الثاني، المسؤولية لأنها “أهملت طرابلس منذ عقود عدة وجعلتها بؤرة للحرمان”، كذلك القيمين على المدينة من سياسيين ورجال أعمال، نجيب ميقاتي، عمر كرامي، محمد الصفدي وغيرهم، الذي تبوؤا المراكز السياسية على ظهور أبناء المدينة وحققوا ثروات طائلة من غير أن يقدموا للطرابلسيين حقوقهم التي يستحقونها.

زر الذهاب إلى الأعلى