
القوات رأس حربة المواجهة
لا تحتاج القوات اللبنانية لدفاعنا عنها وإبراز دورها الحاسم كرأس حربة مواجهة الهيمنة الإيرانية سياسياً باعتبار أن مواجهة سلاح “الحزب” هي مسألة تتجاوز الحدود اللبنانية، ولكن يبقى الحد من تأثيره على الأوضاع الداخلية ممكناً من خلال انتزاع الغطاء الشعبي والشرعي عنه والذي يشكّل التيار الوطني الحر رأس حربة الدفاع عنه من خلال الأكثرية النيابية والوزارية إلى جانب رئاسة الجمهورية التي وضعت سلاح الحزب في خدمة حماية المسيحيين أمام قداسة الحبر الأعظم في محاولة أقل ما يقال فيها أنها خدعة على أعلى المستويات.
مصدر مقرّب من مرجعية رئاسية سابقة أكّد أن مواجهة “الحزب” لا تعني بتاتاً حرباً أهلية ولا زعزعة للإستقرار لأن تطبيق القوانين الموجودة كفيل بإعادة الإعتبار للدولة ومؤسساتها وأن الأمر لا يحتاج إلا لقرار سياسي يلغي مقولة “عنترت وما حدا ردني” وهذا الأمر كفيل بالحد من الآثار السلبية للسلاح غير الشرعي، وأعطى أمثلة على ذلك، فالقرار السياسي بإعطاء الأوامر للجيش اللبناني بإقفال معابر التهريب على الحدود اللبنانية – السورية كفيل بالحد من التهريب وحرمان خزينة الدولة من المداخيل إلى حد كبير، كذلك الأمر بالنسبة للتهريب عبر المرافئ الشرعية لا يحتاج إلا لقرار سيادي تتخذه حكومة سيادية حاسمة في إخراج لبنان من الأوضاع المتفلتة عبر تفعيل وتنشيط الدوائر الرقابية وتسييد القانون وتفعيل القضاء وهذا من شأنه أن يراكم قضم الدولة للدويلة وينعكس إيجاباً على الأوضاع الإقتصادية والمالية والمعيشية من خلال خطوات لا يمكن لأي كان رفضها.
هذه القرارات تتطلب شجاعة في اتخاذها وتنفيذها، وموضوعياً، لدى القوات اللبنانية تجربة رائدة في هذا المجال طبقتها في وزارة العمل خلال تولي الوزير كميل أبو سليمان من خلال تطبيق القوانين المتعلقة بالعمالة الأجنبية على الرغم من محاولة معظم القوى السياسية عرقلتها من دون أن تنجح في لي ذراع الوزير أبو سليمان مدعوماً من القوات اللبنانية التي لم تلجأ إلى ذريعة “ما خلونا” على عكس ما فعل التيار الوطني الحر لتبرير إخفاقاته، وهذا مؤشر إضافي إلى أن القوات هي البديل الفعّال للتيار الوطني الحر على الساحة المسيحية وهي النقيض المؤسساتي الفاعل لدويلة “الحزب”.
يقال إن الوسيلة الأمثل لمعرفة قيمة شخص وأهميته هي في حذفه من الصورة، فهل هناك من يملأ فراغ القوات لو لم تكن موجودة؟ بموضوعية أيضاً نقول إن المستفيد الوحيد هو التيار الوطني الحر مع ما يعنيه ذلك من استمرار للوضع الحالي بانتظار إيجاد القوات اللبنانية، أو ما يعادلها.