
ماذا قدّم ريفي لطرابلس؟
شكّل اللواء أشرف ريفي ظاهرة في طرابلس، مدينة المرشحين الأغنياء والناخبين الذين تزداد كرامتهم كلما ازداد فقرهم ويتضاعف كرمهم كلما زادت حاجتهم ويرتفع منسوب حريتهم كلما ارتفع منسوب الإرتهان لسوريا الأسد من جهة وإيران الخامنئي من جهة أخرى، كما تنتفض نخوتهم ومروءتهم كلما انخفض مخزون الثورة، طرابلس الثورات على الظلم والإرتهان والفقر والإهمال لم تنتخب إلا سيادياً منذ العام ٢٠٠٥ وحتى اليوم، ولأنها هكذا يوسمونها بالإرهاب والتطرّف والتمرّد على الدولة، فيما الحقيقة انها متمردة وعاصية على الدويلة والسلاح غير الشرعي والفساد المستشري.
لم يأتِ اللواء أشرف ريفي لطرابلس بشيء من الوعود الزائفة الموسمية التي يغدقها المرشحون والنواب ورؤساء الحكومات والوزراء الأثرياء منذ عقود لتتلاشى تلك الوعود وتصبح سراباً، ما أتى به ريفي لمدينته هو الإضاءة على الصورة الحقيقية المشرقة والمشرّفة للمدينة وأبنائها، جاء اللواء ريفي بمسيرته النضالية والمؤسساتية وانفصاله وتخلّيه عن الحوافز والمكاسب التي كانت ملك يديه فرماها بعد الإنحراف عن المعركة السيادية الذي لحظه في الحكومة التي شغل فيها وزارة العدل ولم يرضَ أن يبيع مبادئه وسياديته والمزاج الطرابلسي من أجل منصب أياً كانت ماهيته وأهميته وهو لم يشغل منصباً إلا وكان التزام المبادئ الوطنية سيّد مسيرته.
لقد قدّم اللواء أشرف ريفي لطرابلس لائحة سيادية لا غبار على شخصياتها ومنح أبناء المدينة الخيار لمنح ثقتهم أو حجبها بعيداً عن تشويه صورتهم والعبث بكرامتهم وحجب انفتاحهم بادعاءات مزعومة، وتحالفه مع القوات اللبنانية هو دليل انفتاح وحضور للقوات في طرابلس شاء من شاء وأبى من أبى، فوحدهم أبناء المدينة يقررون من يمثّلهم، وإذا كانت مرجعية القوات في معراب، فمرجعية طرابلس هي في طرابلس، وإذا لم تكن معراب مرجعية طرابلس، فحتماً مرجعيتها لن تكون في حارة حريك ولا في قصر المهاجرين.