خلقتنا أحراراً وخيّرتنا أن نحبّك ونكون نوراً لك، وللخير في الأرض، أو نكون ناراً للشرّ والنزوات ولقتل الإنسان فينا. وأكثر من ذلك لأنّك خلقننا أحراراً في مشاعرنا وأفكارنا ولأنّك تحترم وجودنا وتحبّنا وتتركنا لنكون معك بكامل إرادتنا، وأنت الذي تستطيع أن ترغمنا على أيّ أمر لم تفعل ذلك لأنّك تحبّنا كثيراً، قبلت أن تتألم وتعذّب وتجلد وتطعن بالحراب، وأن تموت فقط لتقول لنا أنا أحبّكم يا أبنائي، وكلّ هذه الالام المريرة لأجل روحكم ولخلاصكم وأنّني سأفديكم بروحي وأستسلم للموت علّكم تفهمون كم أنّكم عزيزون على قلبي. أنا لا أجبركم على قبول محبّتي لكم ولكن أودّ أن أخلّصكم لتسكنوا قلبي وتصبحوا معي في أمان الى الأبد.
يا ربّ علمنا أن نعلم قيمة حبّك وأهمية وجودنا في هذه الأرض وأعطنا النعمة لندرك حبّ أمّك لنا، فسامحنا يا ربّ على كلّ جرح نسبّبه لك، يهوّذا سلّمك مرّة للصلب، ونحن كلّ يوم نسلّمك للصلب والعذاب وما زلت تحبّنا…