عون يُقلّد نسناس وساماً في وداعه: إنسان وطبيب استثنائيّ

شُيّع بعد ظهر اليوم البروفيسور روي نسناس إلى مثواه الأخير في قداس حضره الأهل والأصدقاء المقرّبين، الذين أرادوا توديعه للمرة الأخيرة، هو الذي لطالما اشتُهر بأعماله الخيّرة وحبّه لمهنة الطب التي مارسها لسنوات وكان مثالاً يُحتذى به خلال جائحة كورونا.

وترأس بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي الصلاة الجنائزية لراحة نفس نسناس في مطرانية بيروت للروم الكاثوليك.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى العبسي كلمة عدّد فيها مزايا الفقيد، وقال: “أمام حتمية الموت وأمام سطوة المرض يقف المرء حائراً ذاهلاً بل أيضاً رافضاً ثائراً”، متسائلاً: “ما هو يا رب هذا التدبير؟ لماذا الحياة هكذا؟ كنز ثمين موضوع في آنية من خزف هشة وسهلة العطب؟. كثيرون حاولوا أن يجيبوا كل على طريقته. كثيرون حاولوا أن يفسّروا كل على طريقته. إنما التفسير غير الواقع. فالموت والألم مهما وجدنا لهما تفسيراً يبقيان موجعين وجعاً مبرحاً”.

وأضاف: “منذ أن كان على مقاعد الدراسة في مدرسة الفرير- الجميزة ومن ثم في مدرسة المون لاسال، وبعدها في الطبية في الجامعة اليسوعية، لمع الدكتور نسناس بنبوغه العلمي وتفوقه على دفعته على مدى السنوات الدراسية. كذلك لمع في متابعة دراسته في باريس وتولوز للتخصّص في الطب الداخلي والأمراض الإنتانية. ولما عاد إلى الوطن كانت مسيرته الطبية على مدى سبعة وثلاثين عاما حافلة بالعطاءات انكب فيها على متابعة ملفات المرضى وعلى الاطلاع على مجريات الأبحاث العلمية الطبية من دون هوادة، لا يعرف معنى للاستكانة، يبحث في المنشورات الطبية حتى في أوقات الراحة ويتابع الحالات المرضية التي كانت بين يديه. وكم تبيّن كل ذلك خلال المعركة التي قادها في وجه وباء الكورونا إذ سعى لنشر التوعية حول هذا المرض. وحين لمس الخطر يحدق بالمشافي اللبنانية، أكان من حيث شح المواد الطبية الأساسية أم من حيث هجرة الأطباء والكادر الطبي لم يتوان في أن يرفع الصوت، مثبتاً أنه إنسان وطني من الطراز الأول كرّس حياته لخدمة أبناء بلده”.

زر الذهاب إلى الأعلى