إنتهت الإنتخابات النيابية ووضعت المعركة أوزارها، وبدأ الرأي العام الطرابلسي مراقبة أداء النواب الجدد وتعداد إنجازاتهم وإخفاقاتهم من اليوم الأول لوصولهم. صفحات هؤلاء النواب أصبحت هدفاً للعديد من الناشطين ليراجعوا أفكار نواب منطقتهم الجدد ومنشوراتهم منذ سنوات إلى يوم وصولهم للندوة البرلمانية.
نواب طرابلس السنّة الأربعة كريم كبارة، أشرف ريفي، إيهاب مطر ورامي فنج أثاروا موجة من ردود الفعل الإيجابية في الساحة الطرابلسية أمس، خلال تأديتهم معاً صلاة الجمعة في مسجد السلام في المدينة. الرأي العام الطرابلسي تمنّى من خلال اجتماع نواب المدينة على صلاة الجمعة، أن يكون هذا الأمر فاتحة من أجل الوحدة الشاملة لتحقيق أهداف المدينة ومشاريعها واستعادة دورها.
وكان النائب كريم كبارة قد استبق الأمر بزيارة قبل أيام إلى دارة النائب رامي فنج وضعت في إطار التنسيق والتشاور للمرحلة المقبلة. إجتماع نواب طرابلس السنّة الأربعة أمس يؤشر إلى إمكانية التنسيق بينهم في العديد من القضايا في الأيام المقبلة، وهو أمر لم يعتد عليه الشارع الطرابلسي في السابق.
النائب السني الخامس ممثل جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش) طه ناجي يغيب عن لقاء نواب المدينة بطبيعة الحال. شغل طه ناجي الأوساط الفايسبوكية والناشطين بالحديث عنه. أبرز ما ذُكر في هذا المجال عنه على وسائل التواصل الإجتماعي: «النائب الذي ليس له مكان… النائب الذي لم يبدّل صورة انتخابه في كل دورة ترشّح لها حتى اليوم».
كل ذلك في كفّة والفيديو الذي ظهر فيه النائب العلوي فراس السلّوم وهو يرقص على أنغام أغنية للرئيس السوري بشار الأسد في كفّة أخرى. الفيديو أثار موجة من الإعتراض داخل المدينة، بعدما كان السلوم قد ترشّح على أساس تغييري وعلى لائحة مسماة «التغيير الحقيقي» برئاسة إيهاب مطر. إنتقاد السلّوم لم يستثنِ رئيس اللائحة النائب المنتخب إيهاب مطر الذي تعرّض لحملة واسعة على وسائل التواصل الإجتماعي بسبب مواقف السلوم وتصرّفاته الأخيرة واحتفالاته في جبل محسن بعد فوزه. هذه الحملة دفعت بمطر إلى إصدار بيان أعلن فيه أنه «لم يكن على علم بأن السلوم يخفي هذا الانتماء وكان عليه أن يبقى على التزامه معنا باللائحة برفض السلاح غير الشرعي والحفاظ على عروبة لبنان واتفاق الطائف لا سيما أن دماء شهداء مسجدي التقوى والسلام لا تزال تنتظر تسليم المجرمين إلى العدالة».
أوساط مقرّبة من النائب إيهاب مطر وصفت لـ»نداء الوطن» ما حصل بخصوص الحملة عليه بعد نشر فيديو السلوم بأنها «حملة من بعض الوجوه الصفراء لوضع العصي في عجلة العمل بعدما أدركوا أن مطر نائب جديد يحمل فكراً تغييرياً والكثير من الرؤى والأفكار التي ستخدم مدينة طرابلس وأهلها».
على خط موازٍ، لا تزال الأرقام الهزيلة التي حصلت عليها لائحة «للناس» المدعومة من الرئيس نجيب ميقاتي مدار حديث أهالي المدينة. فعلى عكس ما كان إعلام تيار العزم يوحي بأن اللائحة تقف على أرض صلبة، أثبتت النتائج أن أرض اللائحة كانت «وحلاً». إذ لم تحقق أي حاصل، باستثناء كريم كبارة الحليف، وغير المنتمي إلى العزم. وكان حاصله مضموناً لأنه يستند إلى تاريخ والده في المدينة. لكنّ النائب السابق علي درويش – المرشح العلوي الذي ركّز عليه ميقاتي، لم يستطع الوصول إلى العتبة وهو ما يفسّر التراجع الشعبي الكبير لميقاتي في المدينة، بعدما نال مرشحوه أرقاماً متدنيّة جداً، كأليسار يسن التي نالت 270 صوتاً ووهيب ططر 166 صوتاً. أحد الناشطين شمالاً علّق على أرقام لائحة ميقاتي جميعها وكتب:»بعد الأرقام الصادمة للائحته من الواضح أن ميقاتي لم يعد بمقدوره الإتيان بمختار في حي طرابلسي».
فهل أصبح ريفي بعد الإنتخابات الأكثر أهلية لترؤس الحكومة العتيدة؟