توقفت عملية الاقتراع في دائرة بيروت الأولى في تمام السابعة مساء وفق ما أعلنت وزارة الداخلية على نحو 26% وفق أرقام الماكينات الانتخابية.
وقبيل الاقفال، جالت “النهار” على عدد من المراكز الانتخابية. ففي مدرسة روكينيان، وهو مركز اقتراع مخصص للارمن الأورثوذكس، سُجّل اقبال متفاوت بين غرفة وأخرى، خصوصاً في فترة بعد الظهر ومساء. إذ وصلت نسبة الاقتراع في بعض الغرف إلى 20% كما هو متوقع، فيما وصلت في أخرى إلى 45% و60%. واللافت في هذا المركز، تخطي الحواجز الحزبية والتنافسية بين المندوبين، وخصوصا في الأقلام ذات الغالبية الأرمنية. وتتفاوت نسبة الاقتراع فيه بشكل عام، تفاوت بين 25% و30%.
في المدرسة الارمنية الانجيلية، في منطقة مار مخايل، نسبة الاقتراع كانت ضئيلة، تراوحت بين الـ20 و 22%. إذ كان لافتاً الاقبال الخجول للطائفة الأرمنية، ناهيك عن المشاكل اللوجستية الكثيرة. اغلبية المقترعين في هذا القلم كانوا من كبار السنّ، ومقاطعة من الفئة العمرية الشابة.
أما أجواء الصباح فكانت هادئة في مراكز، وحاشدة في مراكز أخرى، وسط جولات مراقبة لمندوبين من الاتحاد الأوروبي في مراكز اقتراع، على ما أفاد مراسل “النهار” أحمد بغدادي.
وقد انسحب الهدوء الأرمني على مراكز أخرى، لا سيما في مبنى البلدية/دائرة السير في مار مخايل بالاشرفية.
وقد قابل الهدوء الأرمني اندفاع في اقلام في الرميل بالاشرفية. وقد انتظر المقترعون المسيحيون، لا سيما الأرثوذكس، في صفوف طويلة، للاقتراع.
وفي اقلام مدرسة علي بن أبي طالب في شارع بيضون بالأشرفية، حيث يوجد نحو 11 قلما للسنّة، كانت الاجواء الصباحية شبه خجولة. لكنّ الاقبال تحسّن بسرعة مع تقدّم الوقت، ليزدحم في بعض الاقلام.
وشهد القلم في مدرسة فرير الجميزة ذات الغالبية المارونية حضورا كثيفا في ساعات الصباح حيث وصلت نسبة الاقتراع إلى ٢٠٪ حتى الواحدة من بعد الظهر، ولكن هذا الإقبال انخفض مع مرور الوقت وقد وصلت نسبة الاقتراع في عدد من الغرف إلى حوالي الـ٢٥٪.
أسباب المشاركة في هذه الدائرة تركزت على رفض سلاح “الحزب” غير الشرعي، وتأكيد من الناخبين على أن الاقتراع للقوات ال#لبنانية سيسهل من عملية نزع سلاح الحزب في لبنان.
ووفقاً لمشاهدات ميدانية، عانى ذوو الاحتياجات الخاصة في عملية الاقتراع من عدم توفر وسائل المساعِدة لهم، ووجود غرف الاقتراع في الطبقات العليا.
وقد شكا أحد هؤلاء الأشخاص معاناته لـ”النهار” خلال ممارسته حقه الانتخابي، وقالت: “اضطر ابني إلى حملي على الدرج، لأصل الى الطبقة الثانية حيث مركز الاقتراع”.
وخلال جولة في أحد الاقلام، سُجّل اقفال باب احد مراكز الاقتراع، و”في داخله مقترعون”، وذلك “لانزعاج مندوبين فيه من الضجة”، وفقا لما قيل لـ”النهار” لدى السؤال عن السبب.
مخالفة؟ “نعم”، قال رئيس القلم المعني لـ”النهار”. “لكن لا تعود هناك مشكلة بوجود المندوبين في الغرفة”. وبعد قليل، اعيد فتح باب الغرفة.
وقد عبّر ناخبون في هذه المنطقة عن تصويتهم “من أجل التغيير”. “نريد تغيير السلطة الموجودة حاليا”، وفق ما قال عدد منهم لـ”النهار”. والسبب الذي يشعل هذه الرغبة في التغيير هو الاداء السيىء للسلطة، خصوصا في انفجار بيروت في 4 آب 2020، والذي دمّر العاصمة وسكانها. “نحن من السكان المتضررين من الانفجار”، على ما قال أحدهم.
ميز العملية الانتخابية في دائرة بيروت الاولى هو غياب المشاحنات والأجواء العدائية. ففي معظم الاقلام التي زارتها “النهار”، كانت العملية الانتخابية تحصل بطريقة سلمية.
كثافة مقترعين هناك، قرّروا وصمّموا. والسنة حاضرون بقوة في أقلام في بيروت الأولى… وفي المقابل، مندوبون لمرشحين ينتظرون. وقد دفعت حماسة أحد هؤلاء المندوبين الى مرافقة مقترعة، وايضا “كان يوجهها الى انتخاب لائحة محددة، وايضا الاسم التفضيلي”. “مخالفة” لا يمكن إلا ملاحظتها.
غيّروا المركز
من المفاجآت التي خبأها هذا اليوم الانتخابي، اعلان تُرك لناخبين امام مركز اقتراع في الاشرفية. “هذه المدرسة انتقلت الى مدرسة الاوروغواي قرب سوق الاحد”. وبموجب هذا الاعلان، اضطر الناخبون المعنيون الى التوجه الى المركز الجديد للاقتراع.
اقتراع في مدرسة متوسطة الاشرفية الرسمية المختلطة
تكتم. عدد من الناخبين احجم عن الكلام. ومن تجاوب مع السؤال عبّر عن رغبته في تحقيق “التغيير” في السلطة في لبنان. مناطق عدة في بيروت الاولى تلقت الضربة القاضية من انفجار بيروت، ولم يخف عدد من ابنائها ان هذا الانفجار هو الذي قرّر اختياراتهم في عملية الاقتراع، و”غيّر توجهاتنا فيها”.
وقال أحدهم لـ”النهار”: هذه الانتخابات مصيرية، ويمكن من خلالها تحقيق تغيير في بيروت الاولى”. وتضيف أخرى: “التغيير الحقيقي لا يمكن ان يحصل الا اذا اتحدت الاحزاب المسيحية، واذا اقبل السنة على الاقتراع”.
ملعب البلدية
السنّة كانوا ايضا في الانتظار في مركز ملعب البلدية في الكرنتينا. “اقبالهم على الاقتراع كثيف”، وفقا للملاحظ. هنا ايضا لاصواتهم ثقل. وترقّب لنسبها. وافاد أحد رؤساء الاقلام “النهار” ان نسبة الاقتراع حتى الأولى والنصف بعد الظهر وصلت الى نحو 19%.