رسالة نصرالله الخاطئة للإسرائيليين
غابت المعلومات والتفاصيل حول ما جرى فجر الاحد من ردّ الحزب على اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر وما سبقه من ضربة جوية استباقية إسرائيلية على مواقع في الجنوب اللبناني قيل أنها استهدفت منصات صواريخ للحزب قبل إطلاقها باتجاه إسرائيل العدو الودود، وغياب المعلومات فتح الباب واسعاً أمام التحليلات والتكهنات عن تدبير أميركي يحافظ على مستوى الحماوة الحالي بين إسرائيل والحزب وخلفه إيران أقلّه في هذه المرحلة…
ردّ الحزب أعاد إلى الأذهان الردّ الإيراني المدروس على استهداف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق بغارة إسرائيلية أسفرت عن مقتل عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني والذي أحبطته أميركا والقوى الحليفة لها وتلاه ردّ إسرائيلي في إيران جرى التطرّق له عرضاً من دون تحديد طبيعة الردّ وتكتمت عنه إسرائيل وإيران…
الردّ الإيراني المدروس أوصل رسالة خاطئة لإسرائيل وأطلق يدها لتنفيذ عملية في قلب طهران هذه المرة لاغتيال هنية وحشر إيران في خانة إلزامية الردّ الذي لا يؤدي إلى تصعيد المواجهة في المنطقة وبالتالي اضطرارها إلى ردّ منسّق تستطيع من خلاله أميركا كبح جماح نتنياهو لتأجيل الردّ الفعلي على الردّ الشكلي، وهذا ما سيفتح المجال أمام إسرائيل لإعادة الكرّة وتنفيذ ما تشاء إدراكاً منها أنها ستفلت من العقاب لتفرض قواعد اشتباك تناسبها لتنفيذ مآربها من دون الإضطرار إلى خوض حرب كبرى تتكبّد فيها الخسائر…
الذراع الإيرانية في لبنان، أي الحزب اعتمدت المنطق نفسه في الردّ الشكلي على اغتيال شكر، ووفقاً للمنطق نفسه أجاز الحزب لإسرائيل تنفيذ عمليات جديدة في أي منطقة في لبنان واستهداف أي جهة وهذا ما يضع الحزب في خانة الإحراج تجاه القياديين في الحزب أولاً وتجاه بيئته ثانياً بعد فشل نصرالله في تنفيذ وعده بالثأر لمقتل شكر وتراجعه عن الوفاء بما التزم به شخصياً وشفهياً أمام المشيّعين وعجز نشطاء الحزب عن الترويج للردّ ونتائجه الهزيلة والهزلية…
المواجهة قائمة كما تشاء وترغب إسرائيل ومحور الممانعة فقد الحجة والوعد الصادق الذي بقي حبراً على ورق وكلاماً في الهواء فيما الحقيقة أن الحزب يزف قتلاه والجنوب ينزف ولبنان في أحلك أيامه فيما نتنياهو في أحلى الأيام.