بقلم ليبان صليبا: “الغالبون”… والمغلوبون!
يتمتع الحزب بمرونة الإلتفاف والتراجع وتحديد الأهداف بعد تنفيذ المهمة وليس قبلها وبحسب نتائجها ويصرّ دوماً على الظهور بمظهر الواثق والعارف والمخطِّط والممسِك بأوراقه وأوراق خصومه وأعدائه، ومن هذا المنطلق يعلن انتصاره ويعتبر أن زمن الهزائم قد ولّى لأنهم غالبون مهما حصل ومهما حصد من خسائر فمعيار الغلبة لدى الحزب يتراوح بين خطاب لأمينه العام والصلاة في القدس…
أما المغلوبون فهم اللبنانيون عامة وبيئة الثنائي الشيعي أولاً وخصوصاً، فحياتهم ليست في الميزان في زمن الحرب وأرزاقهم وتهجيرهم ومعاناتهم ليست في حسابات الربح والخسارة، وبالنسبة للحزب هذه أمور مدفوع ثمنها سلفاً لأبناء البيئة الحاضنة المأدلجة حيناً والمستفيدة حيناً من الفلتان والمدجّنة حيناً والمغلوب على أمرها في أغلب الأحيان…
بنية الحزب وسائر الأذرع الإيرانية هدفها السيطرة على الدول التي تنتمي إليها تحت عنوان الصراع مع إسرائيل الذي يبقى استثنائياً وموسمياً، وقدّ بيّنت حرب المشاغلة والدعم والإسناد بأن هذا أقصى ما يمكن للمحور تقديمه للفلسطينيين، أما الحرب الشاملة فهي غير مشمولة في حسابات طهران المستعدة لمحاربة إسرائيل حتى آخر فلسطيني والإستثمار بمعاناة الفلسطينيين، أما الحروب التي تخوضها إيران مباشرة بكل ما أوتيت من بطش فهي ضد الشعوب العربية.