الحرب قائمة غداً
قبل الدخول في التفاصيل ارتأيت أنه من واجبي أن أشير إلى حادثة أخبرني إياها أحد الأصدقاء ومن دون الدخول في التفاصيل وبطلها أحد أبناء العشائر الشيعية البقاعية من أصحاب النخوة والشهامة في مساعدة أحد الأشخاص المسيحيين، لتعيد إلى الأذهان صفات حميدة غابت عن المشهد بسبب سيطرة صيت “ح ز ب” الله وأفعاله التي وسمت أبناء الطائفة الشيعية بالتهريب والتخريب وما إلى ذلك من خروج عن الدولة والقانون والدستور، فشكراً لهذا الشخص، وهو مستحق أن أبدأ يومي بهذه اللفتة…
وفي العودة إلى موضوع البحث، وفي قراءة آنية ومتأنية للتطورات يمكن القول أن المسار الدبلوماسي بات على قاب أيام أو أدنى من تسليم الأمور للمسار العسكري ولا نغالي إذا قلنا بأننا على مشارف غد تبدأ فيه الحرب على “ح ز ب” الله لا يعلم أحد أين تبدأ وإلى أين ستتدحرج في الفصل أو الوصل بين وحدة الساحات والميدان…
ترجيح احتمال الحرب بنسبة كبيرة جداً جداً يفترض على اللبنانيين اتخاذ التدابير اللازمة لضمان أمنهم ولا نتجنّى على أحد بالقول أن المطلوب هو الإكتفاء الذاتي وعدم الإتكال على الدولة، وهذا الإكتفاء مطلوب في اتجاهين، على صعيد الحفاظ على الأرواح وتأمين متطلبات العيش وتوقّع الحصار على كل لبنان، وهنا لا بدّ لي من الإشارة إلى نخوة اللبنانيين والعودة إلى ما ذكرته في المقطع الأول عن مساعدة شيعي لمسيحي وقد نجد أنفسنا في وضع ردّ هذا الدَين من دون إغفال أن هذا المسيحي كان عابر سبيل مسالم واحترم عاداتهم وتقاليدهم ولا نطلب من النازح من جحيم الحرب إلا أن يتنعم بنعيم اللاحرب من دون السعي إلى تقويض الأمن ونشر الفلتان في المجتمعات التي سيلجؤون إليها…
نحن نتمنى أن تبقى المناطق الخارجة عن سيطرة “ح ز ب” الله بعيدة عن الإستهداف وهذه المناطق واضحة في رفضها العلني للحرب ويجب على الحزب تحييدها وعدم استخدامها كقاعدة لإطلاق الصواريخ أو لتواجد قياداته، وإن كنا لا ندرك يقيناً بأن إسرائيل قد تلجأ لتحييد تلك المناطق والإتكال ليس عليها بل على الدول الغربية وعلى رأسها أميركا، ولكن يجب أن نعلم بأن مرور شاحنة أسلحة مثل شاحنة الكحالة سيؤدي إلى ضربها أينما كانت، ووجود قيادات مسجّلة على قائمة بنك الأهداف سيؤدي إلى قصف الموقع حتى لو كان مبنى سكنياً، هذه هي الحرب، يسقط فيها أبرياء ويعانون من تبعاتها…
يبقى الأمل أن لا تصل الأمور إلى هذا الحدّ، ولكن الإحتياط واجب.