الجوهري والتنكيل بالمعارضين الشيعة

اسألوا ساره زعيتر. ولماذا لم تعد عائلتها تحضر إلى بعلبك ولا حتى للمشاركة في الانتخابات. ولماذا حرمت من حملة انتخابية عادلة في مدينتها. واسألوا كل من تعرض للضرب والتهديد من مندوبين وناخبين وحتى مرشحين، تلوا بيانات عزوف كُتبت لهم.

اسألوا الشيعة قبل السنّة والمسيحيين، عن حملات الترهيب والتخوين التي تعرضوا لها. اسألوا المندوبين عن الضغوط المهولة التي مورست عليهم، قبل أن ينسحب عدد منهم من أقلام الاقتراع خوفاً على سلامتهم، حتى لو عرضهم ذلك لحملة تخوين ممن وضعوا أرواحهم على كف عفريت لمساعدتهم.

فإذا كانت القوات اللبنانية قد تحدثت فقط عن الانتهاك الذي تعرض له مندوبوها، فإن انتهاكاً أكثر إيلاماً مورس بحق مندوبي المرشح الشيعي الأبرز الذي حمل على كتفيه هذه اللائحة. واضطهاد هؤلاء جاء من قبل أهلهم وأقرب المقربين لهم، وعرضهم لشتى أنواع الضغوط النفسية قبل الجسدية، من تخوين وتشكيك بالنوايا وبالانتماء والوطنية. قد يكون للبعض ملاحظات عدة على الشيخ عباس الجوهري، وشكوك حول مصدر قوته وتمويله، ولكن أحداً لا يمكنه أن ينفي أن معركته مع الثنائي كانت الأشرس، لأنها جندت عليه بيئة كاملة، فبقي صامداً بوجهها بعد أن تساقط مرشحو لائحته الشيعة واحداً تلو الآخر. ولكن هل ستتابع القوات اللبنانية معركتها مع الجوهري، بعد أن حازت على مقعدها الماروني في هذه الدائرة؟

لم يكن يوم أمس الأحد 15 أيار يومًا للانتخابات في بعلبك، “بل شبيه بسفك الدم” كما وصفه النائب أنطوان حبشي، مضيفاً أن “بعلبك الهرمل تثبت مرة ثانية أنها خارج الدولة”، ومتهماً “جزءًا من الدولة بخدمة من ينتهكون الانتخابات”.

ولكن مهما كان إصرار الحزب على ربح معركة يعتبرها مكفولة لمصلحة نواب أعاد ترشيحهم، رغم الاعتراضات على أدائهم حتى من بيئته، فهو لم يفز يوم أمس بمعركة سهلة في هذه الدائرة. وربحه تنغصه كمية المخالفات والارتكابات الموثقة بالصوت والصورة.

Exit mobile version